فلسطين أون لاين

28 عامًا على مجزرة الحرم الإبراهيمي

...

يصادف، بعد غد الجمعة، الذكرى الـ 28 لمجزرة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، التي راح ضحيتها 29 مصلياً، وجرح 150 آخرين.

ووقعت المجزرة فجر الجمعة 25 فبراير/شباط 1994 الموافق لـ15 رمضان 1415 للهجرة، حين أقيمت الصلاة، وبدأ الإمام بقراءة الفاتحة حتى قرأ "ولا الضآلين"؛ حينها سمع أحد المصلّين الذين كانوا في الصف الأخير أحد المستوطنين من خلفه يقول بالعبرية بما معناه "هذه نهايتكم وليست نهايتنا".

وقف اليهودي الطبيب باروخ غولدشتاين خلف أحد أعمدة المسجد، وانتظر حتى سجد المصلون وفتح نيران سلاحه الرشاش عليهم وهم سجود، وقام آخرون بمساعدته في تعبئة الذخيرة التي احتوت على "رصاص دمدم" المتفجر، واخترقت شظايا القنابل والرصاص رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم، فاستشهد 29 مصلياً وأصيب 15، قبل أن ينقضّ مصلون على غولدشتاين ويقتلوه.

وأغلق جنود الاحتلال الموجودون في الحرم أبوابه فمنعوا المصلين من الخروج، ومنعوا القادمين من الخارج من إسعاف المصابين.

وأثناء تشييع ضحايا المذبحة لم يكتف جنود الاحتلال بما جرى، بل فتح عدد منهم نيران أسلحتهم على المشيعين فقتلوا عدداً آخر منهم، مما رفع عدد الضحايا ليصل إلى خمسين شهيداً و 150 جريحاً.

انتفضت يومها مدينة الخليل وكل مدن فلسطين المحتلة وحتى مدن فلسطين المحتلة عام 48م ، ووقعت صدامات مع جنود الاحتلال أسفرت عن ستين شهيداً إضافياً.

وتوعدت فصائل المقاومة الاحتلال بالرد، لتنفذ كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خمس عمليات فدائية في الفترة بين أبريل وديسمبر من العام ذاته قُتل فيها 36 إسرائيليا وأصيب أكثر من مئة.

وعوضاً عن معاقبة الجاني عوقب الضحايا، فقد أغلقت قوات الاحتلال الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة ستة شهور كاملة بدعوى التحقيق في المجزرة، عبر لجنة شُكلت من طرف واحد عرفت باسم "شمغار".

وأصدرت اللجنة حينها عدة توصيات، منها تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى كنيس ومسجد، بحيث يفتح الحرم كاملاً عشرة أيام في السنة فقط للمسلمين، ويفتح الكنيس المدة نفسها لليهود.

وفرضت (إسرائيل) واقعاً جديداً على حياة المواطنين في البلدة القديمة للخليل، ووضعت حراسات مشددة على الحرم ونصبت على مداخله بوابات إلكترونية، وأعطت اليهود الحق في السيادة على الجزء الأكبر منه (حوالي 60٪ من مساحته).

كما وضع الاحتلال كاميرات وبوابات إلكترونية على كافة المداخل، وأغلق معظم الطرق المؤدية إليه بوجه المسلمين، باستثناء بوابة واحدة عليها إجراءات أمنية مشددة، إضافة لإغلاق سوق الحسبة، وخان الخليل وشاهين، وشارعيْ الشهداء والسهلة، مما أدى لإغلاق 1800 محل تجاري بالبلدة القديمة.

المصدر / فلسطين أون لاين