يعتدون عليهم ويرتكبون بحقهم الجرائم".. هذا ما يقوله أهالي الأسرى بلغةٍ تستهجن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق أبنائهم الأسرى القابعين خلف قضبان السجون.
أول من أمس، لم تكن الأمور في سجن "نفحة" طبيعية بالمرة إثر اعتداءات نفذتها إدارة السجن وطالت أسرى قسم (10) فيه، الأمر الذي أثار مخاوف عائلاتهم خاصة الممنوعين من زيارة أبنائهم في السجون المقامة داخل الأراضي المحتلة عام 1948.
وكانت قوات القمع الإسرائيلية اعتدت على أسرى قسم (10) في سجن "نفحة" واحتجزتهم في ساحة السجن "الفورة" 4 ساعات.
واستأنفت القوات الاعتداء على الأسرى بالضرب بعد إدخالهم إلى القسم، وعزلت 3 منهم، وفقًا لما أفادت به مصادر صحيفة "فلسطين".
ولا تقتصر انتهاكات قوات القمع بحق الأسرى على سجن نفحة الصحراوي بل تمتد إلى سجون أخرى، ودفعت المعتدى عليهم لإصدار سلسلة بيانات تدعو للتصدي لانتهاكات إدارة السجون، والتضامن معهم، وتحريك الشارع نصرة لهم.
وأبدى جواد عويضة، والد الأسير مجد، مخاوفه الشديدة على حياة نجله المعتقل في سجن نفحة قسم (10).
ونقل عويضة لـ"فلسطين" تفاصيل اعتداء قوات القمع على الأسرى في القسم، مشيرًا إلى أنّ الهجمة الشرسة على الأسرى تتصاعد منذ نجاح ستة أسرى من سجن "جلبوع" بانتزاع حريتهم عبر عملية "نفق الحرية" قبل أن يتمّ إعادة اعتقالهم.
وناشد عويضة، وهو منسق لجنة أهالي الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، المؤسسات المعنية بشؤون الأسرى، خاصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بوقف انتهاكات الاحتلال ضد الأسرى، وتدويل قضيتهم وإنصافهم.
وبيّن أنّ قوات القمع تنفذ سلسلة انتهاكات داخل أقسام السجون شملت منع خروج الأسرى إلى "الفورة"، والاعتداء بالضرب، وإجبارهم على خلع ملابسهم في أجواء البرد دون وجود أيّ وسيلة تدفئة.
وأكد أنّ أسرته عاشت ساعاتٍ صعبة جدًا بسبب الاعتداء على الأسرى في نفحة، مُشيرًا إلى فقدان المعلومات الكاملة عن أحوالهم داخل السجون بسبب جرائم القمع.
وأشار إلى مُطالبة الجهات المُختصة المحلية والدولية بالتدخل سريعًا وإرسال حقوقيين إلى داخل سجن "نفحة" للوقوف على جرائم الاحتلال.
وقال المسن علي أبو خضر إنّ عائلته تعيش أجواء قلق كبيرة بسبب الاعتداء على أسرى "نفحة" ومن بينهم نجله أحمد (42 عامًا).
وأكد أبو خضر (81 عامًا) وهو من سكان بلدة سيلة الظهر جنوب مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة أنه يشعر بآلام كبيرة تعتصر قلبه خشية على نجله الذي لم يره منذ وقت طويل بسبب منعه من زيارته بقرارٍ من الاحتلال إسرائيلي.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت أبو خضر في 13 إبريل/ نيسان 2002 أثناء وجوده في مدينة طوباس، وعند اعتقاله أُصيب برصاص الاحتلال في قدمه وتدهورت حالته الصحية بسبب مضاعفات خطيرة نتج عنها التهابات في قدمه المصابة.
وتحدّث كذلك سعدي جمعة (66 عامًا) من سكان مدينة رفح جنوبي قطاع غزة لـ"فلسطين" عن حالة الخوف والقلق التي تنتاب العائلة خشية على نجلها أمين المعتقل في سجن "ريمون".
وبيّن والده أنّ قوات الاحتلال اعتقلت أمين قبل أكثر من 5 سنوات خلال ممارسته مهنة الصيد في عرض بحر غزة.
وأكد أنّ انتهاكات الاحتلال لن تزيد الأسرى إلا إصرارًا على مطالبهم بالحرية من قيد السجون خاصة الذين يعانون من أمراض مختلفة كالسرطان والأمراض المزمنة.
ونبّه مدير الإعلام في نادي الأسير أمجد النجار إلى وجود حملة تحريض كبيرة يُنفّذها الإعلام العبري تستهدف الأسرى خاصة بعد عملية "نفق الحرية"، وإنّ حملة التحريض هذه قد نتج عنها أنّ الأسرى يخضعون يوميًّا لسلسلة عقوبات وانتهاكات ضدّهم، وهي لا تأتي بطريقة عفوية بل بأسلوبٍ مُخطّط له، بدأ بالأسيرات في سجن "الدامون" وامتد إلى سجون أخرى.
وبيّن النجار لـ"فلسطين" أنّ انتهاكات الاحتلال وصلت إلى منع الأسرى من الخروج إلى ساحة "الفورة"، وهي الرئة التي يتنفسُّون منها، وهم على استعدادٍ لإشعالِ السّجون حالَ استمرار ذلك نظرًا لأهميّتها لهم.