فلسطين أون لاين

بتصديقه على إنشاء مركز تهويدي ذي طابع سياحي

تقرير الاحتلال يستهدف إرث "الفاروق" في جبل المكبر

...
القدس المحتلة-غزة/ أدهم الشريف:

يثبت تصديق بلدية الاحتلال الإسرائيلي على الشروع ببناء مركز تهويدي ضخم ذي طابع سياحي أعلى سفوح جبل المكبر قرب مقر المندوب السامي للأمم المتحدة بالقدس المحتلة، تعمد الاحتلال استهداف المنطقة المقدسية التي تحظى بأهمية تاريخية إسلامية كبيرة تعود أصولها إلى عهد أمير المؤمنين وخليفة المسلمين عمر بن الخطاب.

وكانت جمعية "العاد" الاستيطانية أعلنت مؤخرًا اختتامها حفريات في جبل المكبر نفذتها وبلدية الاحتلال وما يسمى "سلطة الآثار" بحكومة الاحتلال، وأنها حصلت على مصادقة البلدية للشروع ببناء المركز التهويدي.

وبحسب مخطط الاحتلال فإن "المركز السياحي" التهويدي من المقرر تزويده بأحدث طرق العرض المدمج ثلاثي الأبعاد، وضم قاعات عرض ومعارض فنية وتماثيل ومجسمات وخرائط وشروح وأفلام تعرض تاريخ "الرواية التلمودية" التي تخدم المشروع الاستيطاني والتهويد في القدس.

كنوز أثرية

وقال الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب إن مشروع التهويد جاء بعد تنقيب استمر عدة سنوات من سلطة الآثار في حكومة الاحتلال تحت إشراف جمعية (العاد) الاستيطانية في منطقة جبل المكبر بمنطقة سلوان.

ونبَّه في حديث لصحيفة "فلسطين" إلى أن أهمية هذه المنطقة تكمن في أنها تحتوي على كنوز أثرية كنعانية وبيزنطية وآثار عثمانية، وتحظى بأهمية تاريخية إسلامية، إذ تسمى بمنطقة الفاروق نسبة إلى خليفة المسلمين عمر بن الخطاب، إذ وقف هناك عندما تسلم مفاتيح القدس عام 16 هجريا، وكبر حينها، وسمي بجبل المكبر نسبة إلى ذلك.

وشدد أبو دياب، وهو عضو لجنة الدفاع عن حي سلوان، على أن الاحتلال يسعى بقوة لدفن هذه المناطق الأثرية وتغيير هويتها وتهجير أهلها، وتزوير التاريخ فيها، وجعلها منطقة جذب سياحي للمستوطنين واليهود وتحديدًا المنطقة التي وقف عليها عمر بن الخطاب وكبر، لجعلها ذا طابع يهودي.

ونبَّه إلى أن جمعية "العاد" الاستيطانية تعمل على طمس وتهويد كل أثر موجود سواء كان إسلاميا أو منذ حقب سابقة رومانية أو بيزنطية لتحويلها إلى مناطق تحاكي روايات الاحتلال وتاريخه المزور في القدس.

وذكر أنه نتيجة التراث المعماري في مناطق متفرقة من القدس وفي جبل المكبر لم يستطع الاحتلال الادعاء أنها آثار يهودية، لكن في محاولة منه لربطها بالتاريخ اليهودي المزور وجبل المكبر، يزعم أنها من حقبة الهيكل الأول والثاني، بهدف بناء مسارات تهويدية تجاه سلوان وصولا إلى المسجد الأقصى.

وبين أن الاحتلال يعمل على طمس الآثار العربية والإسلامية وفرض واقع وتاريخ مزور في القدس، وزيادة عدد المسارات التلمودية لجذب المستوطنين وتزوير التاريخ بشكل عام بتعاون كامل من بلدية الاحتلال و"سلطة الآثار" تحت إدارة جمعية أنشئت خصيصًا لتهويد وتزوير التاريخ في القدس.

ولفت إلى أن الاحتلال ينفذ انتهاكاته دون حساب للمعاهدات والمواثيق الدولية ودون رادع من "يونسكو" أو أي مؤسسة تتبع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أو المعنية بالحفاظ على تاريخ الحضارة الإنسانية بالقدس.

التهويد بالسياحة

وقال مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية زياد حموري إن الاحتلال ينفذ خططه لتنشيط السياحة في البلدة القديمة من القدس ومحيطها، وهي تشمل سلسلة مشاريع تهويدية، منها: الباصات، والتلفريك الذي يربط جبل الزيتون بحائط البراق ويمر بنقاط عدة في البلدة القديمة بالقدس وحول أسوارها التاريخية، إضافة إلى الحدائق التلمودية.

وأكد حموري لـ"فلسطين" أن الهدف من مشاريع التهويد هذه تغيير شكل وهوية مدينة القدس، وإضفاء طابع يهودي على أرجائها كافة، منبها إلى أن الاحتلال يستهدف بمشاريعه وخطط التهويد تغيير الواقع الديمغرافي في مدينة أصحاب الأرض، وجعل غالبية المقيمين فيها من المستوطنين اليهود بعد طرد وتهجير سكانها قسرا.