- محيسن: نجاحها يؤكد أنه يمكن محاصرة القوى المتفردة وإنتاج حالة وطنية جامعة
- حبيب: تشكل أنموذجًا مصغرًا لاستعادة الوحدة الوطنية والضغط لإنهاء الانقسام
معظم الفصائل التي قاطعت انتخابات المجلس "المركزي" تحالفت بقائمة "القدس" في انتخابات نقابة المهندسين، وهو ما يعتبره محللون سياسيون أحد أشكال الرد على عملية التفرد والإقصاء التي تمت بعقد "المركزي" بعيدًا عن التوافق، ورسالة للقوى المتفردة في قيادة منظمة التحرير أن الإقصاء لا يمكن أن يستمر وأن كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي ماضية في مواجهة التفرد؛ بتشكيل عملية ديمقراطية بكافة النقابات والاتحادات.
في أجواء من التوافق والوحدة والشراكة اتحدت كتل حركة حماس، والجهات الإسلامي، والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، وحركة المبادرة، وجبهة النضال، وحزب فدا، في قائمة "القدس" التي فازت بأكثر من 90% من الأصوات بانتخابات نقابة المهندسين وأعطت بارقة أمل بعودة الاحتكام لصندوق الاقتراع كمصدر للشرعية واختيار الممثلين والقيادات السياسية.
بداية مشجعة
يعتبر الكاتب والمحلل السياسي د. هاني حبيب انتخابات نقابة المهندسين بداية مشجعة على إجراء انتخابات في كافة النقابات والاتحادات، واللافت أيضًا "هي الوحدة التي تجلت وشملت الفصائل الوطنية والإسلامية ونجحت في إثبات أقدامها على صعيد العمل النقابي".
يقول حبيب لـ "فلسطين أون لاين"، إنه من المفترض أن تشكل انتخابات نقابة المهندسين أنموذجًا لكافة الاتحادات والمؤسسات والبلديات وأن تشجع المستوى السياسي على المضي قدما في العملية الديمقراطية، وأن يكون البدء بانتخابات نقابة المهندسين بداية لكافة الاتحادات.
تتجلى أهمية الانتخابات، تبعًا لكلامه، بمشاركة معظم الفصائل الوطنية وهذا شيء لم يتكرر في حالات كثيرة، الأمر الذي يعني أن الفصائل الوطنية يجب أن تشكل أنموذجًا مصغرًا لوحدة وطنية تسهم في إزالة العقبات من أمام المصالحة وأن تشكل قوة معنوية ومادية للضغط لإنهاء الانقسام.
وفي وقت مرر المجلس المركزي قراراته في السادس من فبراير/ شباط من خلال التعيين بعيدًا عن المجلس الوطني، عقدت انتخابات نقابة المهندسين بتوافق وطني وبانتخابات ديمقراطية، هذه مفارقة يؤكد حبيب من خلالها، أن الانتخابات النقابية أحد أهم الأسلحة لدى القوى الوطنية في قطاع غزة وسلاح موجه لعملية التفرد والإقصاء الذي تمارسه القيادة المتنفذة في منظمة التحرير.
نجاح انتخابات "المهندسين" هي سابقة يعدها الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن، رقيًا في الثقافة الوطنية لهذا القطاع المهم من المجتمع وهو قطاع المهندسين.
إرادة فصائلية
تحالف سبعة فصائل فلسطينية في إطار تكتل وقائمة واحدة وأن تنجح القائمة وتحقق فوزًا بهذه النسبة الكبيرة، يعتبره محيسن دليلا أن الحالة الوطنية الفلسطينية يمكن أن ينسحب عليها مثل هذا التحالف في الموضوعات النقابية والسياسية والاجتماعية وغيره فيما لو توفرت الإرادة الحقيقية والمصداقية الوطنية في التوجهات لجموع القطاعات والتكتلات السياسية الأخرى.
ويرى في حديثه لـ"فلسطين أون لاين"، أن هذا النجاح الذي حققته نقابة المهندسين في غزة سيكون له، انعكاسات إيجابية كبيرة على باقي القطاعات المهنية والمؤسسات الشعبية الأخرى الفاعلة التي تأثرت خلال السنوات الفائتة في تقديم خدماتها المختلفة والتجاذبات السياسية التي لا زالت تراوح مكانها في السياق الوطني، والتي يفترض أن تنأى هذه القطاعات عن التجاذبات السياسية وتذهب لتقديم خدماتها للمواطن.
تحالف القوى والفصائل في قائمة واحدة، دلالة وفق محيسن، أن هناك انزعاجًا واستياءً عارمًا من التوجهات السياسية الحاضنة لهذا القطاع على اختلاف مشارفهم لتوجهات القيادة السياسية لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية بالتفرد والتجاهل للسواد الأعظم للشارع الفلسطيني، وهذا الابتعاد الفاضح في السلوك غير المحمود في التعامل مع القضايا الوطنية، والتي لا تخدم البعد الوطني.
ويرى أن هذا النجاح في انتخابات "المهندسين" يدعو للتفاؤل أن الفئة التي تتحكم وتستفرد وتبتعد عن الكل الوطني بالإمكان محاصرتها وإنتاج حالة وطنية جامعة من الفصائل تحت مسمى يحمل بعدًا وطنيًا عامًا لا يحمل أيديولوجيا بحد ذاتها.
وقد يمثل هذا الجسم، كما ذكر محيسن، عنوانًا يمكن أن تذهب به القوى إلى كل العالم للتحدث باسم الشعب الفلسطيني وأن تبقى تلك الفئة التي لم ترغب أن تكون أمينة في سلوكها وتبقى معزولة وبعيدة عن الهموم الوطنية.