قائمة الموقع

مركبة خارجة عن الخدمة بغزة تتحول إلى مشروع مُجدٍ

2022-02-19T16:42:00+02:00

تحولت سيارة نقل قديمة خارجة عن الخدمة إلى مشروع استثماري صغير، متنقل بين حارات وأزقة وشوارع قطاع غزة.

صاحب المشروع أطلق عليه اسم "مرطبات الربيع"، وهو عربة متنقلة لإعداد العصائر الطبيعية وبيعها، تلقى استحسان وإعجاب كل من يشاهدها، لا سيما أن ألوان الفواكه والحمضيات المعروضة بشكل جذّاب تُزَيّنُها.

ويتحرك صدام محمد أبو عاصي (21 عامًا) داخل السيارة في مساحة صغيرة، يُلبّي طلبات الزبائن، مُرتسمةً على وجهه ابتسامة عريضة.

يتحدث أبو عاصي لصحيفة "فلسطين" عن مشروعه مُبيّنًا أنه يتميز بتقديم العصائر الطبيعية للزبائن بطريقة غير تقليدية، قائلًا: "الزبون يختار نوع العصير الذي يريده، ويعصر أمام نظره، ويُقدّم له في كؤوس بلاستيكية أو كرتونية".

ويشير إلى أنه أخذ المشروع عن والده قبل أربع سنوات، بعدما كان مُساعدًا له يتعلم منه فنون المهنة وخفاياها.

ويُضيف: "والدي ورث المهنة عن جدّي، وطوّرها بعد أن كان يعتمد في بيع المرطبات والعصائر على عربة صغيرة يدفعها بيديه".

يتابع أبو عاصي: "اشترى والدي سيارة نقل صغيرة قديمة يُطلق عليها اسم (ميكروباص)، وهيّأها وجهّزها لبيع العصائر، بإزالة محتوياتها الداخلية وقص أجزاء منها لتكون نافذة على الزبائن".

ولاعتماد المهنة على التيار الكهربائي بشكل أساسي هيّأ الشاب مكانًا خلف العربة لتعليق مولد كهربائي صغير فيه، والمشروع يضم خلّاطات كهربائية للعصير ومكعبات ثلج وثلاجة وفواكه وحمضيات بأنواعهًا تبعًا لوفرتها في السوق وبناء على طلب الزبائن، وإضافات خاصة بإعداد العصائر.

ويقدم أبو عاصي أنواعًا عدّة من العصائر مثل البرتقال والفراولة والكوكتيل والمانجو والجوافة والشمام والرمان والكيوي والليمون والفرسمون والموز والخروب والتمر الهندي والكركديه وجوز الهند، حسب موسم الفاكهة ووفرتها.

أما أسعار العصائر فهي مناسبة للجميع كبارًا وأطفالًا، إذ تبدأ من نصف شيقلٍ إلى ثلاثة شواقل، تبعًا لحجم العبوات المقدمة، كما أنه يقدم عبوات عصير عائلية، وهو ما يراه ميزة تجمع حوله أطيافًا مختلفة من الزبائن.

ويُفضل أبو عاصي البيع الكثير والربح القليل، وهو الأمر الذي سبب له شهرة واسعة، وفقًا لحديثه.

ويرى أنّ فكرة السيارة المتنقّلة مُريحة له، وكذلك للزبائن، إذ يأتيهم أينما كانوا في الشوارع العامة أو الحارات أو المُخيّمات، ويقدّم لهم عصائر طبيعية ذات جودة ومواصفات عالية.

وعن سبب تسمية المشروع، يُبيّن أنه نسبهُ إلى فصل الربيع الذي تنشط فيه حركة البيع، لا سيّما أنّ الطقس يكون مُعتدلًا، وتنشط فيه الرحلات والنُّزهات وخروج العائلات إلى الأماكن العامة.

ويشقّ الشاب أبو عاصي عبر مشروعه الصغير الطريق إلى مستقبل أفضل، إذ يسعى إلى مُساندة عائلته في توفير الاحتياجات اليومية، والدخول إلى مشروع زواجه من أجل بناء أسرة جديدة.

ويحمد المولى (تعالى) أنّ والده انتشله من صفوف الشباب العاطلين عن العمل بمشروع "العصائر المتنقلة"، ليُواجه متطلبات الحياة بعمل مُجدٍ، وإن كان يأخذ منه نصف يومه، في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي ولدها الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة منذ عقد ونصف من الزمن.










 

اخبار ذات صلة