فلسطين أون لاين

الاحتلال يستهدف مقبرة تحمل اسمه في حيفا

تقرير حفيد القسام: عز الدين يرعب (إسرائيل) حتى في ترابه

...
حفيد الشيخ عز الدين القسام
جنين- غزة/ أدهم الشريف:

"لولا رعب الاحتلال من اسم عز الدين القسام لما استهدف قبر جدي في حيفا".. هكذا يصف أحمد محمد عز الدين القسام، انتهاكات (إسرائيل) وسياساتها الهادفة إلى السيطرة على المقبرة.

وتحظى المقبرة بأهمية رمزية منذ أن دفن فيها العالم والداعية السوري الشهيد عز الدين القسام، والذي كان له دور كبير في إشعال ثورة عام 1936، والتصدي لقوات الاحتلال البريطاني، وامتدت الثورة آنذاك حتى عام 1939.

كما تحظى هذه المقبرة بأهمية تاريخية ترتبط بالنضال الوطني المعاصر دفاعًا عن الأرض والإنسان ضمن معركة مستمرة، رأس الحربة فيها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

ومنذ سنوات تستهدف سلطات الاحتلال مقبرة القسام، وتسعى بقوة من أجل إزالتها لصالح مشاريع استيطانية، كما يقول أحمد حفيد القسام.

وقال أحمد البالغ (55 عامًا)، إن المقبرة تضم رفات القسام وهو سوري الأصل، ومئات الثوار العرب من مصر والعراق وغيرها، ممن تداعوا لثورة البراق وما تلاها من ثورات، وأن المقبرة سميت هكذا نسبة إلى جده.

ونبَّه إلى أن الاحتلال ومنذ تأسيس كيانه على أرض فلسطين، يستهدف مقبرة القسام ويسعى بقوة لإزالتها بسبب رمزيتها التاريخية، وإضافة إلى كونها وقف إسلامي فهي شاهد على تاريخ نضال وجهاد الشعب الفلسطيني، وشاهد على عروبة وإسلامية أرض فلسطين.

ويدرك أحمد المكنى بـ "أبي محمد" جيدًا أن اسم القسام يؤرق الاحتلال، مضيفًا "الجميع يعرف اسم المقبرة المنسوبة للشهيد، وهي موجودة على الخرائط".

وأكمل: لا زال اسم القسام يشكل عند الاحتلال حالة رعب قديمًا وحاضرًا، وحالة من الخوف والانزعاج والهستيريا من فصائل المقاومة وكتائب القسام بغزة، عادًّا إياهم أنهم "أحفاد القسام الحقيقيين".

وبحسب الموقع الرسمي لكتائب القسام، فإن بذورها الأولى تأسست عام 1986 أي قبل إعلان انطلاق حركة حماس مطلع انتفاضة 1987، وصدر أول بيان باسم الكتائب بتاريخ 1 يناير/ كانون الثاني 1992.

أساليب السيطرة

وبين أبي محمد، أن الاحتلال يعمل على تشويه المقبرة والسيطرة عليها بعدة أساليب، بدأت بالادعاء أنها تقع عند مدخل رئيسي لمدينة حيفا، ويتوجب إزالتها من أجل "تعمير المنطقة"، وفي مرحلة لاحقة ادعت سلطات الاحتلال أنها اشترت المقبرة، لكنها في الحقيقة أرض وقف إسلامي لا تباع ولا تشترى.

وأشار إلى أن الاحتلال ينتهك حرمة الأموات والمقابر من خلال محاولات السيطرة على مقابر إسلامية وتجريفها من أجل مشاريع التوسع الاستيطاني، وتغير معالم الأراضي المحتلة وإضفاء صبغة يهودية عليها.

وأدان انتهاكات الاحتلال لحرمة المقابر ومساعيه التي يدعي أنها "قانونية" للسيطرة على المقبرة، محملاً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أي ضرر يلحق بالمقبرة والقبور التي تضمها.

واستدرك: لن نسمح بإزالة المقبرة بأي شكل من الأشكال، ونتماشى مع الوضع القائم بالسبل القانونية والاعتصامات، ونحن في عائلة القسام نضع مسؤولية حمايتها في أعناق جميع الفلسطينيين، ولكل من يحمل اسم الشهيد القسام الذي يشكل شاهد إثبات على عروبة فلسطين.

وشدد على أن مقبرة القسام وقف إسلامي وستبقى هكذا.

ويقيم نشطاء وشخصيات رسمية وأهلية خيمة اعتصام عند المقبرة، وأصبحت قبلة المتضامنين من جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأفاد مسؤول الدعوة المحلية في حيفا كايد خطبا، أن مقبرة القسام تقع في قرية الشيخ المهجرة بمدينة حيفا شمالي فلسطين المحتلة، وتبلغ مساحتها الإجمالية 44 دنمًا، ويزيد عمرها عن 100 عام، وتضم قبورها رفات وفيات القرية وقضاء حيفا وشهداء فلسطينيين وعرب.

وبين أن محاولات الاعتداء الإسرائيلية على المقبرة لم تتوقف، وتصدى شبان متضامنين وحالوا دون تنفيذ أي انتهاك، متوقعًا تكرار الاحتلال محاولات الاعتداء والسيطرة.

وبين خطبا أن الاحتلال يدعي أنه اشترى المقبرة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي من متولي أوقاف حيفا آنذاك، لكنه كذَّب ادعاءات الاحتلال هذه، وأكّد عدم وجود ما يُثبت ذلك، وعدم تمكُّن أيّ طرف من بيعها لليهود لأنها أرض وقف إسلامي لا يحق لأحد التصرف بها.

ويقسم الاحتلال المقبرة لـ 3 أجزاء؛ الأول 14 دونمًا مقبرة يعترف بها الاحتلال، الثاني مساحته 14 دونمًا أيضًا تدعي ما تسمى "دائرة أراضي (إسرائيل)" أنها تملكه، وما تبقى من المقبرة تدعى شركة إسرائيلية ملكيتها للأرض.

وكانت لجنة متولي أوقاف حيفا، اتخذت سلسلة خطوات قضائية بعد اكتشاف مؤامرة الاحتلال، واستمرت فيها حتى وصلت لما تسمى محكمة الاحتلال العليا، ورفضت قضيتهم، وطلبت منهم التفاهم مع الشركة التي تدعي ملكيتها للأرض.

وأكد خطبا ضرورة الرباط والاعتصام في الخيمة المقامة عند المقبرة، لمنع أي محاولة جديدة للسيطرة عليها أو تجريفها.