لم تفُق سهيلا أبو شمالة (50 عامًا) من آلام فقد شقيقها القائد في كتائب القسام محمد أبو شمالة خلال العدوان الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة عام 2014، لتتلقى صدمة جديدة بفقد نجلها محمد عابد الأربعاء الماضي أثناء مهمة في إطار الإعداد والتجهيز لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
والشهيد عابد (23 عامًا) من رفح جنوبي قطاع غزة، ارتقى إثر انهيار نفق لكتائب القسام التي نعته في بيان عسكري.
السيدة أبو شمالة أوضحت في حديث لصحيفة "فلسطين" أن العلاقة بينها وبين فلذة كبدها الشهيد تعدت كونها علاقة أم بولدها إلى علاقة صداقة متينة "علاقتنا كانت من أجمل ما يكون، ولا سيما أنني كنت صندوق أسراره، سوى أسرار عمله في كتائب القسام، غير أنه لم يكن يُحَمِّلني همومه أو يشتكي إلي شيئا منها، وكان يقول لي: أنا موجود من أجلك ولإرضائك".
وأضافت: "محمد ابن صالح بار بي وبوالده، ونحن راضون عنه، ونحمد الله أن اصطفاه شهيدا في طريق الجهاد والمقاومة".
وذكرت أن نجلها كان يحب المقاومين وطريق الجهاد منذ صغره "فعندما كان يزورني أخي محمد (أبو خليل) يبقى ملازما له، يلبي أي طلب يطلبه على وجه السرعة".
واعتبرت انضمام نجلها إلى صفوف المقاومين في كتائب القسام والتحاقه بوحدات حفر الأنفاق امتدادًا لمسيرة أخيها محمد في النضال والمقاومة ضد الاحتلال.
والشهيد محمد أبو شمالة من مؤسسي كتائب القسام، قاد العديد من العمليات الجهادية وعمليات ملاحقة وتصفية العملاء في الانتفاضة الأولى، وشارك في ترتيب صفوف الكتائب في الانتفاضة الثانية.
وعُيِّن أبو شمالة قائدا لدائرة الإمداد والتجهيز، وأشرف على العديد من العمليات الكبرى ضد الاحتلال، وكان من أبرز القادة في معارك الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول، إلى أن ارتقى إثر غارة إسرائيلية استهدفت بناية سكنية في حي تل السلطان غرب رفح في 21 أغسطس/ آب 2014، واستشهد معه زميلاه محمد برهوم ورائد العطار.
تضيف أبو شمالة عن ابنها: "كلما فتحنا موضوع زواجه كان يقول: الظاهر أنني سأتزوج من الحور العين في الجنة، ويبدو أنه لا أمل في زواجي في الدنيا، وقد فزن به الحور العين بإذن الله"، مثنية على التزامه الديني والأخلاقي، لا سيما أنه كان يحافظ على قراءة ورد من القرآن قبل نومه، ملتزما بصلواته في موعدها جماعةً، واصلا للرحم لا يقطع أحدا، جابرا للخواطر.
أما والده الذي كان يعقد آمالا كبيرة عليه لينتشل العائلة إلى حال أفضل، بدا في حالة من الصدمة والذهول، لكنه في الوقت ذاته، جعل شهادة نجله حسبة لله تعالى.
وقال في حديثه لـ"فلسطين": "كان محمد بمثابة ذراعيّ، والسند الأول في العائلة. أسأل الله أن يتقبله شهيدا وأن يكون شفيعا لنا يوم القيامة".
وكشف عابد أن نجله محمد ضحى بنفسه لإنقاذ إخوانه المجاهدين في النفق الذي انهار عليهم، دون ذكر المزيد من تفاصيل الحادثة.