فلسطين أون لاين

تقرير "الشيخ جراح".. سكانُ الأرض الأصليون في مواجهة تطرف المستوطنين

...
القدس المحتلة-غزة/ محمد أبو شحمة:

من جديد عادت انتهاكات واستفزازات المستوطنين في حيّ الشيخ الجراح بمدينة القدس المحتلة، بدعم من عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير الذي أعلن نقل مكتبه للمرة الثانية إلى الحي، في أرض عائلة سالم في الشق الغربي من الحي.

وخلال الأيام الأخيرة توافد مئات المستوطنين إلى حيّ الشيخ جرّاح، واعتدوا على سكان الحي، وسط دعواتٍ مقدسيةٍ للتضامن مع عائلة سالم، والمكوث أمام منزلها في الحي، لقطع الطريق على المستوطنين.

وتعمّد المستوطنون الاعتداء على ممتلكات المقدسيين، ومركباتهم، والسيدات والأطفال والطّواقم الصحفية، في حين وثّق مقطعٌ مصوّرٌ شتمَ أحدهم النبي صلى الله عليه وسلم.

وتُعدُّ عائلة سالم أكثر عائلات الحيّ تضرُّرًا، فقد أُعلن أخيرًا تنفيذ قرار التهجير بحقّها بين الأول من مارس/ آذار والأول من أبريل/ نيسان القادمين.

أحد سكان الحي الغربي في الشيخ جراح، محمود السعر، يؤكّد أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي حولت المنطقة التي يسكنها إلى ثكنة عسكرية، حيث يوجد مئات الجنود، والحواجز العسكرية، على مداخل الحي وبداخله.

ويقول السعر في حديثه لــ"فلسطين": "منذ أيام قدم إلى الحي وبالقرب من بيت عائلة سالم، المتطرف بن غفير ونصب خيمة وبداخلها مكتب، وجلس بها إلى جانب العشرات من المستوطنين المتطرفين".

ويضيف السعر: "خلال وجود بن غفير بحي الشيخ جراح، شهد الحي مناوشات كبيرة بين السكان والمتضامين مع مئات المستوطنين وقوات الاحتلال التي وفرت لهم دعمًا غير محدود، مقابل اعتقال واعتداء على السكان والمتضامنين".

ويُوضّح أنّ قوات الاحتلال طلبت من جميع سكان حيّ الشيخ جرّاح بالدخول لبيوتهم، في حين لم تمنع المستوطنين من الخروج من الحي أو منعهم من الاعتداء على مركبات سكان الحي، أو بيوتهم.

ويُبيّن أنّ المستوطنين حطّموا مركبات كثيرة لسكان الحي، كما يواصلون استفزاز السكان، ورمي الحجارة عليهم، بدعم ومساندة من قوات الاحتلال التي تواجدت بأعدادٍ كبيرةٍ داخل الحي، وأغلقت مداخله.

ويشير إلى أنّ قوات الاحتلال اعتقلت أبناءه الثلاثة محمد، ورمضان، ومعتز، خلال وجودهم بالحي، والتهم الموجهة لهم، هي حماية منزلهم من هجمات ومحاولات المستوطنين اقتحامها وتخريبها.

بدوره، يؤكد، عضو لجنة الدفاع عن حيّ الشيخ جرّاح في مدينة القدس المحتلة، نبيل الكرد، أنّ ما يحصل في الحي هو استمرار للنكبة التي وقعت عام 1948، حيث يريد الاحتلال والمستوطنون إخراج السكان من بيوتهم.

ويقول الكرد في حديثه لـ"فلسطين": "يوجد في حي الشيخ جراح 74 عائلة، وجميعهم مُهدّدون بالترحيل من قبل سلطات الاحتلال، وإسكان المستوطنين بدلًا منهم في بيوتهم، بهدف تهويد مدينة القدس المحتلة بشكلٍ كامل".

ويُضيف الكرد: "عائلة سالم في الجزء الغربي من حيّ الشيخ جرّاح، تنتظر في بداية مارس إخلاء منزلهم من قبل الاحتلال بالقوة، وإسكان المستوطنين، وخلال اليومين الماضيين تعمّدت سلطات الاحتلال إرسال المُتطرّف بن غفير إلى منزل العائلة لنصبِ خيمةٍ هناك ووضعِ مكتبٍ له".

ويُوضّح الكرد أنّ حيّ الشيخ جراح وسكانه يتعرضون لمختلف أشكال الاعتداءات بالضرب بالهراوات من قِبل قوات الاحتلال، والمستوطنين، إضافة إلى اعتقال العشرات من أبناء الحي، وإطلاق الغاز المسيل للدموع على السكان.

ويُبيّن أنّ المستوطنين يتجمّعون بالمئات، وسط دعواتٍ من المتطرفين، لاستمرار وجودهم في حيّ الشيخ جراح، ومهاجمة السكان.

وعلى مدى سنوات، تسعى محاكمة الاحتلال وجمعيات استيطانية إخراج سكان حيّ الشيخ جرّاح، وإحلال المستوطنين بدلًا منهم.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2008 تم إخلاء عائلة الكرد من منزلها، وتكرّر المشهد في أغسطس/ آب 2009 حينما تمّ طرد عائلتي حنون والغاوي من منزليهما.

وانتقل مستوطنون للعيش في هذه المنازل، بعد طرد أصحابها منها، وتمّ رفع أعلام دولة الاحتلال عليها إيذانًا بمرحلة جديدة لمعاناة السكان بالحي.

وحتى كتابة هذا التقرير تلقت 12 عائلة فلسطينية بالحيّ قرارات بالإخلاء، صدرت عن محاكمَ إسرائيلية.