على الرغم من قدرة الروس والصينيين على تقليص فارق القوة مع الولايات المتحدة فإن الأخيرة ومعها الغرب مُمثلاً ببريطانيا وفرنسا الإمبراطوريتين الآفلتين لا يزالون يُمارسون الفوقية والغطرسة أو رُبما الوقاحة والتهديد في تعاملاتهم مع الآخر بما فيهم الروسي والصيني، وهذا ما لا يقبله العملاقان الجديدان.
فبرغم مطالب روسيا المُتكررة بضرورة تقديم ضمانات أمنية لها في شرق أوروبا ومنع دخول أوكرانيا حلف النيتو ووقف الزحف الأمريكي في القوقاز والبلطيق، فإن الولايات المتحدة ترد بالقول: من حق روسيا المطالبة بضمانات، ولكن ليس من حقها أن تمنع أي دولة من الانضمام لحلف النيتو، وأنه في حال إقدام روسيا على غزو أُوكرانيا فإنها ستتعرض لعقوبات صارمة، وكذلك الرئيس الروسي نفسه، وهو ما أثار سخرية وزير الخارجية الروسي سرجي لافروف عند سماعه هذه التهديدات من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قبل أسبوع، والأمر نفسه تُمارسه مع الصين في قضية تايوان.
يبدو أن منطق الاستعلاء الذي يتعامل به الأمريكان مع الروس والصينيين سيكون مردوده وخيماً؛ فقد وصل الحال بالرئيس الفرنسي أن يُمارس لغة التهديد ضد روسيا، وكان رد بوتين عليه واضحاً ومُذِلًّا في اللقاء الذي جمعهما الأسبوع الماضي في موسكو.
هذا المنطق المُستفز كان أحد دوافع ألمانيا لإشعال الحرب العالمية الثانية ضد الغرب.
فهل يُدرك الأمريكان أن هذا المنطق الاستعلائي سيكون أحد مفجرات الحرب العالمية الثالثة ويتوقفون عنه قبل فوات الأوان؟ أم أنهم لن يقبلوا بتغييره إلا بنتائج حرب عالمية ثالثة باتت على الأبواب؟