قال منسق الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت نادر عويضات إن السلطة تسلط أجهزتها الأمنية بهدف قمع أي نهج ثوري يخالف مسار التعاون الأمني الذي تتبناه السلطة.
وأضاف عويضات في مقابلة خاصة مع صحيفة "فلسطين" أمس، أن أجهزة أمن السلطة تضيق على كل الكتل الطلابية في جامعة بيرزيت وعموم الضفة، لكنها تركز تركيزا كبيرا على قمع نشاط الكتلة الإسلامية بالجامعة من خلال اعتقال منسقي وأبناء الكتلة، مشيرا إلى أن أبناء الكتلة الذين سُجنوا في أريحا مؤخرا تعرضوا للضرب والشبح بسبب أنشطتهم النقابية.
محاولة طمس
وأكد أن أجهزة أمن السلطة تحاول من خلال هذا الضغط "طمس الحركة الطلابية بالجامعة لكونها تخالف نهج السلطة"، مؤكدا أن نهج الحركة الطلابية هو نهج ثوري جابه الاحتلال عبر محطات كثيرة في تاريخ الشعب الفلسطيني وكان له دور في إيقاد شعلة الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية.
وبين أن أجهزة أمن السلطة تزرع "مناديب" داخل أسوار الجامعة – كونها لا تستطيع دخولها – فيقوم "المناديب" بتصوير الأنشطة، مضيفا: "عندما نعتقل لدى السلطة يتم التحقيق معنا على تفاصيل صور الأنشطة النقابية والطلابية التي ننظمها، إذ يعرض المحققون صورها ويبدؤون بالضغط علينا بها".
وأوضح عويضات أن جميع أبناء الكتلة الإسلامية يتعرضون للاعتقال السياسي على أنشطتهم التي يقومون بها داخل الجامعة، مبينا أن التضييق الذي تستخدمه السلطة يتم بعدة طرق، فإضافة للملاحقة والاعتقال تقوم بالتدخل في شؤون الجامعة خلال فترة الانتخابات الطلابية بتهديد عائلات ممثلي الكتلة الإسلامية وإرسال بلاغات للطلبة بعدم الذهاب للتصويب بهدف قمع الحريات.
استهداف مباشر
وعن سبب تركيز السلطة على الحركة الطلابية في بيرزيت، عزا ذلك لعدة نقاط أولاها وجود الكتلة الإسلامية بشكل قوي وفاعل، وفوزها في الانتخابات الطلابية لذلك يتم استهدافها من الاحتلال والسلطة معا.
وكشف عن وجود ضابط استخبارات إسرائيلي (كابتن) لبيرزيت وحدها، يقوم بمتابعة الأنشطة الطلابية وجمع معلومات عن القائمين عليها، في إطار سياسة الاحتلال لاجتثاث النهجي الثوري للحركة الطلابية.
وأكد عويضات أن التضييق والضغط يزيدان من عزيمة أبناء الحركة الطلابية والكتلة الإسلامية ولا يضعفانها كما يعتقد الاحتلال والسلطة، وقال: "جميعنا في الكتلة الإسلامية اعتقلنا لدى الاحتلال والسلطة لكننا عدنا للعمل الوطني، وهناك التفاف من الطلبة حولنا".
وأشار إلى أن دور الكتلة الإسلامية لا يقتصر على النهج الثوري والوطني، فتقوم بتنظيم نشاطات خدماتية ونقابية مساعدة للطلبة في الأزمة المالية والضغط على الجامعة لتقسيط الرسوم المالية بداية كل فصل.
ولفت إلى أن الحركة الطلابية على مدار سنوات طويلة هي التي تقود النضالات، متوقعا أن يكون للحركة الطلابية كلمتها في الثورة على الاحتلال والتصدي لانتهاكاته المتصاعدة في الضفة الغربية.
وبشأن موقف إدارة جامعة بيرزيت من هذه التدخلات، لفت إلى أن إدارة الجامعة تدعي بالتدخل لصالح الإفراج عن أي معتقل سياسي، لكن يفترض أن يكون لها دور في منع الاعتقال، مستشهدا بحادثة اعتقال وقعت للطالب بالجامعة نور عطاطرة الذي تم الإفراج عنه بعد يومين بعد انتهاء التحقيق معه ودون تدخل الجامعة.
وأوضح عويضات أن الحجم الأكبر من القمع يستهدف بشكل خاص الكتلة الإسلامية بسبب خلفيتها كإطار طلابي تابع لحركة حماس، مؤكدا أن السلطة التي تنتهج سياسة تكميم الأفواه وتريد تطبيقها سياستها داخل الجامعة.
وأكد أن أجهزة أمن السلطة والاحتلال يلاحقون أي مطبعة تتعامل مع الكتل الإسلامية ويهددونها بالإغلاق والسجن، متابعا: "هذا ما يجعل طباعة الملصقات والرايات مكلفا، فنضطر للدفع أكثر بسبب الملاحقة بسبب خوف أصحاب المطابع من التعامل معنا".