فلسطين أون لاين

حراكٌ فلسطينيٌّ لوقفِ مُخطّطات الاحتلال بحقّ مقبرة القسّام في حَيفا

...
صورة أرشيفية
الناصرة-غزة/ أدهم الشريف:

يخوض مجموعة من الدعاة والنشطاء والمتضامنين معركةً قويةً في مدينة حيفا شمالي فلسطين التاريخية؛ لمنع سيطرة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أحد معالمها التاريخية.

ويقيم هؤلاء خيمة اعتصام منذ بضعة أسابيع، أصبحت قبلة المتضامنين من القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، في خطوة نضالية لم يجد هؤلاء سواها للوقوف في وجه خطط الاحتلال.

وتقع مقبرة القسام في قرية بلد الشيخ المهجرة قضاء حيفا، وتبلغ مساحتها الإجمالية 44 دونمًا، حسب ما يفيد عضو لجنة متولي أوقاف حيفا كايد خُطَبا.

وبين خطبا في تصريح لصحيفة "فلسطين"، أن عمر المقبرة يزيد على 100 عام، وهي تضم في قبورها رفات وفيات القرية وقضاء حيفا، كما تضم رفات شهداء فلسطينيين وغيرهم، ومن بينهم الشهيد عز الدين القسام الداعية السوري الذي استشهد على أرض فلسطين خلال مشاركته في التصدي لقوات الاحتلال البريطاني.

وبيّن أنّ لجنة متولي أوقاف حيفا اكتشفت سنة 2013 أنّ المقبرة مُصادَرة، وبدأت سلطات الاحتلال بالسيطرة على أجزاء منها، كان الأول بمساحة 14 دونمًا، والثاني كذلك بنفس المساحة، والجزء الأخير كان ما تبقَّى من المقبرة.

ويدَّعي الاحتلال بحسب خطبا، أنه اشترى في خمسينيات وستينيات القرن الماضي المقبرة من متولي أوقاف حيفا آنذاك، لكنه كذَّب ادعاءات الاحتلال هذه، وأكّد عدم وجود ما يُثبت ذلك، وعدم تمكُّن أيّ طرف من بيعها لليهود لأنها أرض وقف إسلامي لا يحقّ لأحد التصرف بها.

وأشار إلى أن الاحتلال يخوض سلسلة ممارسات وانتهاكات قانونية وميدانية على الأرض، في محاولة منه لشرعنة عملية المصادرة التي لم تتم بالكامل حتى اليوم.

وذكر أن الاحتلال يقسم المقبرة لـ 3 أجزاء؛ الأول 14 دونمًا مقبرة يعترف بها الاحتلال، الثاني مساحته 14 دونمًا أيضًا تدعي ما تسمى "دائرة أراضي (إسرائيل)" أنها تملكها، وما تبقى من المقبرة يتبع لشركة إسرائيلية تدعي ملكيتها للأرض.

وبين أنه بعد اكتشاف مؤامرة الاحتلال اتخذت لجنة متولي أوقاف حيفا، سلسلة خطوات قضائية استمروا فيها حتى وصلوا لما تسمى محكمة الاحتلال العليا، ورفضت قضيتهم، وطلبت منهم التفاهم مع الشركة التي تدعي أن الأرض ملك لها.

وتابع خطبا أنه لا يجوز بيع أرض المقبرة بأي شكل من الأشكال، وما يحدث مسرحية لشرعنة عملية المصادرة والسيطرة عليها من قِبل سلطات الاحتلال.

وأضاف: "ادعاءات الاحتلال أنه اشترى أجزاء واسعة من الأرض، وأصبحت ملكه، كذب وافتراء، ولم ير فلسطيني واحد ما يثبت ذلك".

وشدد الناشط الفلسطيني على أهمية الرباط والاعتصام عند المقبرة والمشاركة في الخيمة المقامة هناك، مؤكدًا أن المشاركين فيها يحولون دون بدء سلطات الاحتلال في عمليات تجريف ونبش القبور والسيطرة على الأرض.