ساعات عدة مرت على اغتيال قوات الاحتلال ثلاثة مقاومين بمدينة نابلس، وما زالت قراءات المتابعين والمحللين تتوالى بشأن مآلات تلك العملية ودلالاتها وماذا يمكن أن تحمل الأيام القادمة نتيجة لها.
وواكبت صحيفة فلسطين العديد من ردود الأفعال عبر وسائل التواصل الاجتماعي ورصدت بعضًا من أقوال الكُتّاب والمحللين والتي أجمعت على أنّ الاحتلال أراد من خلال اختياره توقيت الاغتيال إيصال العديد من الرسائل.
وكتب الصحفي والمتابع للإعلام الإسرائيلي محمد أبو علان مُعقّبًا: "لماذا الاغتيال وليس الاعتقال؟ عبر السنوات السابقة، وكلما توتّرت الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، كانت تُسمع تصريحات لشخصيات عسكرية إسرائيلية فحواها، ما يقلق المستوى الأمني الإسرائيلي عودة حركة فتح التنظيم للعمل المسلح، رُبّما يكون هذا هو السبب الرئيس وراء عملية الاغتيال للشبان الثلاثة في نابلس".
وتابع: "تعزيز ما تسمى (نظرية الردع الإسرائيلية) هو ما أراده الاحتلال الإسرائيلي من عملية الاغتيال للشبان الثلاثة في مدينة نابلس وفي وضح النهار وفي شارع مزدحم بالمارة.
الخروج من القمقم
وبعبارة مختزلة كتب الباحث والكاتب جهاد حرب: "عملية اغتيال الشبان الثلاثة في نابلس تشبه إلى حدّ بعيد عملية اغتيال رائد الكرمي في الانتفاضة الثانية".
وأضاف حرب متسائلا:" هل تخرج عملية الاغتيال تلك المارد من القمقم؟ خاصة في ظل مؤشّرات ذات دلالة تشير الى إمكانية الانفجار".
الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي ياسر منّاع كتب مُعقّبا على تفاصيل العملية:" أولا طبيعة اختيار مكان عملية الاغتيال دقيقة جدًا على تقاطع من الصعوبة حركة السيارة المستهدفة بحرية.
وأردف:" كما أنّ إطلاق النار الكثيف والدقيق تجاه المركبة كان الهدف منها القتل، فيها رسالة ردع لمن يفكر بذات الفعل."
ويرى منّاع أن نشر صورة قوات الاحتلال أثناء عملية الاغتيال يُراد منه القول إنّ الجيش يعمل بحرية في الميدان ومن ثمّ عرض قطع السلاح المُصادرة، فيها رسائل متعدّدة أولها رسالة للمجتمع الإسرائيلي بأنّ الجيش "يُخاطر بحياته" في مهمات صعبة.
وكشف منّاع بأنّ النقطة التي يُروّج لها الإعلام الإسرائيلي منذ الأمس أنّ الشهداء هم عناصر من كتائب الأقصى تمرّدوا على التنظيم الذي يترأسُّه أبو مازن (محمود عباس)، وهذه ظاهرة خطيرة على حدّ وصفهم".
وكانت قوات خاصة إسرائيلية قد اقتحمت أول من أمس حيّ "المخفية" في مدينة نابلس، بمركبة عمومية تحمل لوحة تسجيل فلسطينية، وأطلقت النار بكثافة صوب مركبة يستقلها ثلاثة شبان، ما أدّى إلى استشهادهم، وهم أدهم مبروكة، ومحمد الدخيل، وأشرف مبسلط.
وكتب صاحب حساب عماد عبر موقع "تويتر": "الشهداء الثلاثة كانوا بجنازة جميل كيّال، وتم إلقاء قنابل غاز عليهم من السلطة تحت ذريعة ضبط سلاح الفلتان الأمني".
وأضاف: "اليوم الاحتلال اغتالهم بمنتصف المخفية تحت عين السلطة بأفضل الأحوال.. بسيطة الشغلة، الاثنين أعداء لكل إنسان يُطلق فشكة.. الاثنين شاركوا بقتلهم، وبتشويه شكلهم كـزعران".
وقال حمّاد حسين في تغريدة له: "ليست وحدة اليمام فقط من قتلت شبان نابلس فسبقها لقتلهم أمن السلطة المُنسّق".
بدوره، اعتبر الكاتب والصحفي الأردني، ياسر أبو هلالة، أنّ أجهزة أمن السلطة، مُجرّد تابع وضيع "للشين بيت" بأجرٍ رخيص.
وقال أبو هلالة في تغريدة له عبر حسابه في موقع "تويتر": "هذه الأجهزة هي شريكة في جريمة اغتيال شهداء نابلس، وتتقاضى أجورها على ذلك، وهذا عملها، وعقيدتها، وبأثرٍ رجعيّ يمكن القول إنّ التخلص منها في غزة هو ما مكّن المقاومة من بناء قدراتها وحماية قادتها وشبابها".
أيضا، كشف المراسل العسكري في القناة الـ 12 العبرية، أنّ الشاباك كان ينوي تنفيذ عملية الاغتيال في نابلس قبل عدّة أيام، لكن السلطة طلبت تأجيل العملية حتى يتمّ الانتهاء من عقد جلسة المجلس المركزي.
وأثارت عملية الاحتلال تلك ردود أفعال شعبية وفصائلية غاضبة ولا سيّما في ضوء الحديث عن وجود لقاءات جمعت مُؤخّرًا بين شخصيات في السلطة مع أطراف إسرائيلية.