فلسطين أون لاين

فريدمان.. والاستيطان

منذ أن احتلت (إسرائيل) الضفة الغربية والقدس، وهي تشجع الاستيطان بكل السبل، فالاستيطان جزء من طبيعة الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية.


لم يتوقف الاستيطان منذ عام ١٩٦٧م وحتى تاريخه، رغم أن العالم يعتبر الاستيطان غير شرعي، ويهدد حل الدولتين الذي آمنت به السلطة الفلسطينية، وعملت من أجله سنوات، وخاضت مفاوضات مطولة من أجل قيام الدولة الفلسطينية، ولكن الاستيطان بات على الأرجح الأكثر عرقلة لقيام هذه الدولة لو افترضنا أن نتنياهو يؤمن بحل الدولتين، مع أن المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام بعد لقائه ترامب في البيت الأبيض تحكي أنه لا يؤمن بحل الدولتين، وأن هناك في نظره حلولا سياسية أفضل، مثل الحل الإقليمي، أو الحل المصري الأردني.


وعن موقف الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب من الاستيطان قال فريدمان السفير الأمريكي في إسرائيل في شهر مايو لصحيفة "يسرائيل هايوم": إن موقف ترامب بالنسبة للمستوطنات “مختلف جدا” عن مواقف أوباما. ومن أوجه الاختلاف أن ترامب “لم يقل إن المستوطنات عقبة أمام السلام؛ ولم ينادِ بوقف الاستيطان؟!.


يصف ترامب الحالة فيقول: طالما كانت المستوطنات إحدى المسائل الشائكة في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، ويدعي الفلسطينيون وكثير من المجتمع الدولي أن البناء في المستوطنات يهدد التواصل الجغرافي للدولة الفلسطينية المستقبلية فيمكن النظر في هذه المسألة؟!


ومن المعلوم أن الرئيس ترامب دعا بعض قادة المستوطنين لحضور حفل تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وهذا هو السفير الأمريكي لدى (إسرائيل) دافيد فريدمان يدعو قادة المستوطنين الإسرائيليين للاحتفال بمناسبة يوم الاستقلال الأمريكي في منزله الرسمي في هرتسيليا، وهو ما يبرز تقبل الإدارة الأمريكية الجديدة لحركة الاستيطان في الضفة الغربية، على حد تعبير "تايمز اف إسرائيل".


ومن المدعوين إلى الحفل السنوي: آفي روعي رئيس مجلس يشاع الاستيطاني؛ ويوسي دغان رئيس مجلس السامرة الإقليمي؛ ورؤساء بلدية مستوطنات ارئيل، ومعاليه أدوميم وافرات؛ ومسؤولي علاقات عامة داخل حركة الاستيطان. إضافة طبعًا لنتنياهو وغيره.


إن تطورًا سلبيًا يمكن ملاحظته بالعين في سياسة الإدارة الأمريكية من الاستيطان في القدس والضفة الغربية.


ويعتبر فريدمان السفير الأمريكي، داعما جدا للاستيطان، وتولى في الماضي رئاسة مجموعة “الأصدقاء الأمريكيين لبيت ايل”، المستوطنة الإسرائيلية في الضفة الغربية، بالقرب من رام الله. ومع ذلك نجد في السلطة للأسف من يثني على سياسة ترامب في المنطقة، ويحاول أن يستجدي رعايته لمفاوضات جديدة، بينما لترامب نظرة تتقبل وجهة النظر الإسرائيلية في الاستيطان وربما تتماهى معها. وعلى السلطة أن تواصل المفاوضات وألّا تطالب بوقف الاستيطان. إنه لمن المؤسف أن تتحدث السلطة عن رعاية أمريكية، وعن مفاوضات، وعن حلول تاريخية، وحال الاستيطان هي الحال العدوانية التي تعلمها السلطة، حيث ابتلع الاستيطان أهم مناطق الضفة ويمنع التواصل بينها؟!!