الاستفراد في الساحة الفلسطينية هو عنوان المرحلة التي يقودها محمود عباس رئيس السلطة ورئيس حركة فتح من خلال إشغال الساحة الفلسطينية بقضايا بعيدا عن الهم الوطني، بل الذهاب بالاستفراد بالساحة الفلسطينية وفق أجندة فئة بحد ذاتها.
كل المواقف الوطنية التي صدرت في الأيام الماضية تركز على ضرورة إعادة ترتيب الصف الفلسطيني، وإعادة بناء المنظومة المؤسساتية لمنظمة التحرير وفق الرؤية الوطنية التي طرحت في كل اللقاءات الوطنية السابقة، ورغم ذلك تصر المجموعة القيادية المقربة من محمود عباس على الاستحواذ على القرار الفلسطيني، وعدم الاستماع لكل الأصوات التي تطالب لضرورة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وفق المبادئ التي انطلقت من أجلها ووفق برنامج وطني يجمع أطياف الشعب الفلسطيني خلف قيادة شرعية منتخبة أو متوافق عليها.
طريقة طرح القضية حاليًّا في هذا الوقت يثير الكثير من التساؤلات حول الهدف الذي تسعى لتمريره قيادة السلطة وقيادة المنظمة حاليًّا بإيجاد شخصيات تحمل أفكارًا ومواقف على تماس مباشر مع الاحتلال الإسرائيلي. كما هو مع طرح حسين الشيخ عضوا للجنة التنفيذية وأمين سر المنظمة، مما يشي بأن هناك أمرًا ما يتم ترتيبه للتمرير، باسم منظمة التحرير، باعتبارها الجهة المعترف بها دوليًّا.
وهذا الأمر يزيد الريبة عند الكل الوطن، بأن ذلك لا يقف فقط عند وجود مجلس مركزي أو عقد اجتماع هنا أو هناك، بل يتعدى نحو تشكيل قيادة جديدة باسم الشعب الفلسطيني. تعقد مزيد من الاتفاقيات مع الاحتلال الاسرائيلي وتمرير مشاريع خطيرة لصالح الاحتلال.
الساحة الفلسطينية لم تعد تحتمل مزيدًا من الانقسام، وإدخال القضية الوطنية بين الفترة والأخرى في قضايا خلافية بل هناك إجماع حولها يهدف إلى إشغال الساحة الفلسطينية عن المركزية والمحورية المرتبطة بمقاومة ومواجهة الاحتلال، والتي يمكن أن تتم من خلال وحدة الموقف الفلسطيني. وتوحيد الرؤية حول ذلك، وتوحيد الجهود لإعادة بناء كل المؤسسات التي تتعلق بمنظمة التحرير وفي مقدمتها المجلس الوطني. ثم المجلس المركزي الذي يجب أن يضم كل أطياف الشعب الفلسطيني، لتشكيل لجنة تنفيذية قادرة على قيادة المشروع الوطني.
وتمتلك القدرة للدفاع عن قضاياه في المحافل الوطنية والعربية والدولية وحشد التأييد لصالح المشروع الوطني الفلسطيني، وانطلاقًا منه إعادة بناء السلطة الفلسطينية من خلال انتخابات تشريعية عامة ورئاسية .
بذلك يمكن البناء على مشروع وطني حقيقي فعلي يخدم القضية الفلسطينية ويسرع في التخلص من الاحتلال الإسرائيلي، وخلاف ذلك هو تعاون وخدمة للاحتلال الإسرائيلي.
لم يعد من المقبول أن من يقود منظمة التحرير ويستخدم اسمها ويمثلها على ارتباط مباشر مع الاحتلال الإسرائيلي، ويلتقي قادة الاحتلال وينسق معهم صباح مساء. وبنفس الوقت يقوم الاحتلال بالقتل والإرهاب ومزيد من مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات والقتل على الحواجز وتهويد القدس وهدم المنازل ومواصلة حصار قطاع غزة.