بدعوة كريمة من القيادة في جمهورية مصر العربية غادر وفد فني فلسطيني كبير قطاع غزة إلى القاهرة. الوفد الحكومي الفلسطيني الجديد يصل مصر لإنفاذ التفاهمات التي تم التوصل إليها ختاما لزيارة سابقة للوفد الرفيع الذي قاده السيد يحيى السنوار قائد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، وكان من بين أعضائه السيد اللواء توفيق أبو نعيم وكيل وزارة الداخلية الفلسطينية.
وتؤكد المصادر الفلسطينية المسؤولة في قطاع غزة أن هذا الوفد يمثل فاتحة واعدة للعلاقات الثنائية بين الدولتين الجارتين الشقيقتين. كما تكتسي هذه الخطوة أهمية خاصة في سياق الإجراءات غير المسبوقة التي تتخذها دولة الاحتلال لخنق القطاع وتشديد جريمة الحصار الذي يمتد فصولا لأكثر من عشر سنوات !
وتشير عديد التقارير إلى أن هذه الزيارات تؤكد اعتراف القيادات المصرية بدور حركة حماس المركزي في الخارطة السياسية الفلسطينية وأنها واقعيا المرجعية الأهم التي لا أفق لمعالجة الوضع الفلسطيني إلا بالتعامل معها، خاصة وأن حركة حماس هي خيار الشعب الديمقراطي بأغلبيته الساحقة التي منحها ولم يزل ثقته المطلقة.
كما تشكل هذه الزيارات المكوكية المخرج الضروري والمطلوب ردا على العقوبات الجماعية التي يتخذها رئيس سلطة حركة فتح المختطَفة من تاريخها الوطني، والتي كان آخرها قرار "حكومة النفاق" إحالة 6145 موظفا من قطاع غزة للتقاعد المبكر !!
الموظفون المذكورون ليسوا ممن يصنفون بأنهم من المؤيدين لحركة حماس، وإنما هم من العمود الفقري لمن تعاطى معهم على أنهم جماعته!
وعباس في ذلك وغيره مما سبقه من جرائم تضاف إلى سجله الأسود إنما يؤكد أنه ينتقم من كل فئات الشعب الفلسطيني في صمودهم الأسطوري ومقاومتهم الصامدة والمستمرة للاحتلال النازي وفي هذا فإن أحداً لا يعنيه كان من حركة حماس أو من حركة فتح فهو الذي ينبذ المقاومة ويعتبرها إرهابا .
ومن اللافت أن عباس بدأ في عمليات قتل منهجي منظم للفئات الأكثر ضعفا وحاجة من مرضى الدم والسرطان مما يستثير سخط واستنكار عديد من المنظمات والهيئات الدولية .
لهذا فإن الوفد ضم في قوامه خبراء من وزارات الصحة والاقتصاد والمالية والداخلية لوضع الحلول الناجعة واتخاذ الخطوات الضرورية لمواجهة ووضع الحلول لحاجات أبناء الشعب الفلسطيني في هذه الحقول الحساسة والحرجة التي يحاول العدو وظهيره في الطابور الخامس من سلطة المقاطعة فرضها على القطاع المقاوم والمرابط.
وبمعزل عن حجم ودقة التسريبات والنوايا الخبيثة من ذلك حول ما أشيع حول التفاهم مع تيار محمد دحلان في حركة فتح فإنه من حق حركة حماس اختبار كل الخيارات التي تفضي إلى إيجاد المخارج والحلول الناجعة للحد من كوارث هذا الحصار المجرم وتداعياته المأساوية.
وحماس التي تقاوم الاحتلال الفاشي العنصري، والتي صمدت وقاومت وقدمت خيرة قادتها وكوادرها وحققت الانتصار، قادرة على الخروج مظفرة من هذا المنعطف الذي يحاول فرضه غير طرف صهيوني أمريكي عربي بغطاء من أبناء جلدتنا في رام الله المحتلة.
فليتوقف ترف حزب الكنبة الفلسطيني عن هرطقتهم بأن حركة حماس تتورط اليوم في مزالق غير محسوبة، وهي الحركة المقاومة الراشدة التي تعي دقة المرحلة وحقيقة الأطراف المتورطة في خططها الصهيونية الترامبية الهابطة .
أما الترتيبات الأمنية للأماكن العازلة بعمق 100 متر على جانبي الحدود فهي مصلحة وطنية وأمنية للطرفين فقد كانت فلسطين ومن جنوبها صمام الأمن القومي للشقيقة مصر من الجبهة الشرقية.
ويبدو جليا أن القيادة المصرية قد أيقنت أن حركة حماس حركة وطنية فلسطينية توجه كفاحها وسلاحها نحو العدو المحتل ولا توجه بوصلتها لغير القدس، وهي التي لم تطلق مقذوفا واحدا خارج فلسطين المحتلة.
القيادة الفلسطينية في قطاع غزة التي فرضت بمقاومتها والتفاف الشعب حول خيارها المسؤول، اعتراف العالم بها الذي يعلم الجميع أنها حركة مقاومة ضد الاحتلال وأن الإرهاب الفعلي والعنصري هو ما تمارسه دولة العدو وأن مقاومته حق مشروع وفق كل القوانين والشرعيات الدولية .
لقد أكد د. خليل الحية عضو المكتب السياسي والقيادي البارز في الحركة أن اللقاءات مع الشقيقة مصر كانت مثمرة ومميزة وواعدة وسيفضي قادم الأيام بالخير والفرج لشعبنا في القطاع المحاصر وفي كل فلسطين ولأسرانا البواسل.
فمن السذاجة تصور عملية تبادل مع العدو دون الولوج إلى البوابة المصرية وخبرة عملية وفاء الأحرار الأولى خير دليل على ثبات موقف حركة حماس الأكيد بالتوصل إلى صفقة كبيرة ومشرفة ستصنع نصرا جديدا وفرحا في كل بيت .