فلسطين أون لاين

تقلص إنتاجها (12-3) ملايين حذاء سنويًّا

تقرير صناعة الأحذية الجلدية بالضفة.. إرث تاريخي يواجه خطر الاندثار

...
صورة أرشيفية
الخليل-غزة/ رامي رمانة:

يحاول المواطن فضل النتشة من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، الحفاظ على مهنة عائلته في إنتاج الأحذية الجلدية التي تناقلتها أجيال العائلة منذ عام 1944 حتى وقتنا الحاضر.

يحاول النتشة كبقية العاملين في هذه المهنة التغلب على عقبات الاحتلال الإسرائيلي التي يتعمد عبرها إعدام هذه الصناعة الفلسطينية، كالتحكم في إدخال المواد الخام والآليات وقطع الغيار اللازمة لهذه الصناعة، عدا عن منافسة المنتجات المستوردة غير المتكافئة مع المنتج الوطني.

يصف النتشة المسؤول في شركة نابولي لصناعة الأحذية في حديث لصحيفة "فلسطين" صناعة الأحذية في فلسطين بـ"التاريخية" وأنها تمتاز بالجودة العالية بشهادة محلية ودولية، لافتا إلى أن الشركة بدأت عملها في إنتاج الأحذية الرجالي، ثم اتجهت لتصنيع منتجات نسائية وأطفال معتمدة على مواكبة الحداثة.

وأشار إلى أن الشركة توسعت مكانيًّا لتقبع الآن على مساحة 4 آلاف متر مربع، بعدما كان عملها ينحصر في مساحة لا تتعدى 100 متر مربع، عدا عن رفع عدد العاملين والفنيين من 15 إلى 100 عامل وفني.

وبعد النجاح الكبير الذي حققته الشركة في تزويد السوق المحلي بإنتاجها الذي يستحوذ على نصف الكميات المنتجة، تمكنت من الوصول إلى الأسواق الخارجية طارقةً أبواب دول عربية كالأردن والعراق والإمارات ودولة أجنبية كفرنسا وأمريكا.

إلا أن مبيعات الشركة تراجعت في السنوات الثلاث الأخيرة، بسبب تداعيات جائحة كورونا محليا ودوليا، وما ترتب على ذلك من انخفاض القوة الشرائية.

مزاحمة الأجنبي

وأرجع النتشة أسباب تراجع المبيعات إلى عامل آخر؛ وهو مزاحمة المنتج الأجنبي نظيره الوطني في الوصول إلى أرفف المحال التجارية وبسطات الأسواق الشعبية، وإزاء ذلك حث وزارة الاقتصاد الوطني بحكومة اشتية على وضع سياسة لحماية منتجهم من منافسة المنتج المستورد الشرسة، وأن يأخذ المنتج المحلي الأولوية في العطاءات الحكومية المطروحة، وعلى وجه التحديد الأحذية العسكرية التي تحتاج إليها وزارة الداخلية سنويًّا.

وتواجه الصناعة الوطنية محدودية الجلود المتاحة أمام المصنعين بسبب عراقيل الاحتلال وشجع بعض التجار.

يوضح صاحب أقدم مدابغ جلود في الضفة الغربية فايز الزعتري أن أسعار الجلود ارتفعت بنسبة (30%) في السوق المحلي، بسبب تصدير تجار محليين الكميات المتوفرة منها في السوق إلى منتجين خارجيين، ما نتج عن ذلك نقص الكميات المعروضة.

وأضاف الزعتري لـ"فلسطين" أن عراقيل الاحتلال على منافذ قطاع غزة قلصت كميات الجلود التي يشترونها من القطاع في موسم عيد الأضحى، مشيرا إلى أنه والعاملين في هذا المجال قدموا عدة التماسات لوزارة الاقتصاد، طالبوا فيها الوزارة والجهات الرسمية ذات العلاقة بتوقيف تصدير الجلود المحلية إلى الخارج، لحاجتهم الماسة إليها ورفض الدول تصدير الجلود الخام إليهم في إطار سياسة دعم منتجات بلادها.

ومنذ قرن وعائلة الزعتري تعمل في مجال الدباغة، وتمتلك 12 مدبغة. وتدخل عملية دباغة الجلود عدة مراحل؛ أبرزها مرحلة غسلها وتمليحها، ثم إزالة الشعر منها، ثم المعالجة الكيمائية لتخليصها من العوالق، ثم تصبح بعد ذلك جاهزة للتلوين والاستخدام في صناعة الأحذية والشنط والحزامات.

الاستيراد العشوائي

ويوضح رئيس اتحاد الصناعات الجلدية السابق حسام الزغل أن المنشآت العاملة في صناعة الأحذية تقلصت من 1000 إلى 150 منشأة، وعدد العاملين انخفض من 35 ألف إلى 3 آلاف عامل.

وأعرب الزغل في حديث لـ"فلسطين" عن استيائه من الاستيراد العشوائي غير المنظم للأحذية وتبعاته السلبية على الإنتاج الوطني، مبينا أن فتح الباب على مصراعيه لأي تاجر في إدخال الكميات التي يرغب بها من المنتجات الجلدية سبب زيادة الكميات الموجودة في السوق المحلي، وأضحى المستورد يسحب البساط من تحت أقدام الوطني مغريا المستهلك بالسعر الأقل.

ولفت إلى تقلص إنتاج مصانع الأحذية في الضفة الغربية من 12 إلى 3 ملايين حذاء سنويًّا، مطالبا الجهات الرسمية بضبط ورقابة المنتجات المستوردة، للتأكد من مطابقتها المواصفات الفلسطينية.

وأشار إلى أن المصانع المحلية مزودة بآلات وماكنات حديثة، وتواكب التطور والحداثة في العملية الإنتاجية.