غالبية الإسرائيليين ينظرون لحل الدولة الواحدة بأنه كارثة، ويرون بأن حل الدولتين أفلس عمليًّا على الأرض بقوة الفعل الإسرائيلي، وهذا يفرض سؤالًا: فما الحل إذن؟!
تقول مصادر عبرية على لسان مسؤولين رفيعي المستوى: إن هزيمة الفلسطينيين لم تعد ممكنة. وهذا في رأيي استنتاج صحيح، فقد خاضت حكومات الاحتلال حروبًا متكررة مع غزة ولم تتمكن من هزيمة غزة ولا إعادة احتلالها، لأسباب مختلفة، رغم أن غزة أضعف في القوة العسكرية من جيش الاحتلال بعشرات الدرجات.
إذا كانت دولة الاحتلال وهي الأقوى عسكريًّا في منطقة الشرق الأوسط عاجزة عن تحقيق نصر كبير في غزة، ولا تملك إرادة إعادة احتلال غزة، ولا مهاجمتها بقوات برية، فإن هذا يمنحنا فلسطينيًّا قوة دفع لنتقدم للأمام نحو فرض الحلِّ الفلسطيني، وعدم الخضوع المذل للحل الإسرائيلي.
الحلُّ الذي تقدمه حكومات الاحتلال بديلًا عن حل الدولة الواحدة، وعن حل الدولتين، هو حل الحكم الذاتي تحت السيادة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وبداخله الحل الاقتصادي بأفق سياسي هزيل وتابع لدولة الاحتلال. هذا الحل السخيف لا يقبل به لا المفاوض الفلسطيني، ولا المقاوم الفلسطيني، وليس بين الفلسطينيين وطني يقبله.
إن عجز دولة الاحتلال عن تقديم حلّ مناسب يوافق عليه الفلسطيني، يدفع الفلسطيني دفعًا قويًّا للتحدي وفرض الحل الفلسطيني كما تراه الوطنية الفلسطينية الخالصة، والذي يتمحور حول الحق في تقرير المصير والحرية.
الحل الفلسطيني يقتضي أمرين: الأول تحقيق الوحدة الفلسطينية، والاجتماع على خيار واحد مشترك تقبله جميع الأطراف الفلسطينية. والثاني هو الاتفاق على آليات العمل لفرض الحل الفلسطيني، وهذا يقتضي مقاربة مسؤولة لجميع آليات العمل دون استثناء، ودون فيتو من أحد.
وإذا قلت لماذا؟ أقول لك لأن المجتمع الدولي فشل في فرض حل مناسب، هو تبني حل الدولتين، ولكنه لم يعمل لتحقيقها شيئًا. ومجتمع الدول العربية مجتمع عاجز عن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وبعضهم انتقل من العجز عن المواجهة إلى التعاون مع المحتل بالتطبيع ومشاركته اقتصاديًّا وأمنيًّا، وإجراء مناورات عسكرية معه في الخليج وفي البحر الأحمر.
ما أقوله هنا هو بمناسبة اجتماع الجزائر.