قال مربو نحل في قطاع غزة، إن موجات الصقيع التي صاحبت المنخفض الجوي، تسبب في نفوق النحل، وتراجع أداء الخلايا، ما ينذر بضعف إنتاج الموسم الحالي، في حين قالت وزارة الزراعة إنها ستتواصل مع المؤسسات والجمعيات الأهلية للعمل على دعم قطاع النحل.
وأوضح محمد الكحلوت صاحب منحلة في مدينة غزة، أن الخلية تحتاج إلى درجة حرارة مناسبة كي تضع ملكات النحل بيضها داخل الخلايا، وبالتالي في ظل الصقيع تصاب الملكات بحالة تثبيط يحجمها عن وضع البيض.
وأضاف الكحلوت لصحيفة "فلسطين" أنه مع انخفاض عملية التبويض تتقلص أعداد النحل، فتتأثر مرحلة "التجيش" داخل الخلية، أي يتراجع عدد النحل الضروري في شهري فبراير ومارس لتجميع حبوب اللقاح من الأزهار.
وفي السياق، أوضح الكحلوت أن بعض الخلايا الموجودة في شمال شرق قطاع غزة تعاني محدودية اللقاح اللازمة لعملية التبويض والسبب عدم توفر العشبة الصفراء والبيضاء التي توفر حبوب اللقاح.
ولفت الكحلوت إلى أن موسم قطف عسل النحل يبدأ في أواخر إبريل من كل عام، ويُطلق عليه بالقطفة الربيعية، يلي ذلك قطفة خريفية وفيها يتغذى النحل على أشجار الكينيا.
ويمتلك الكحلوت 220 خلية نحل، تنتج الخلية الواحدة في الظرف الطبيعي 8-10 كيلوجرامات.
من جهته، قال النحال محمد حمدي صاحب منحلة في رفح جنوب قطاع غزة: إن موجة الصقيع التي صاحبت المنخفض الجوي الأخير، تسببت في حدوث نفوق كبير للنحل داخل خلاياه.
وبين حمدي في تصريح لصحيفة "فلسطين" أنه فقد 27 خلية، وقدر حجم الخسائر بنحو 3 آلاف دينار أردني.
وحث وزارة الزراعة، والمؤسسات الزراعية المهتمة، على تعويضهم عن الخسائر، ومساعدتهم على شراء الأدوية والمنشطات اللازمة لتحسين أداء الخلايا.
من جهته، قال مدير دائرة الإنتاج الحيواني في وزارة الزارعة، طاهر أبو حمد: إن وزارة الزراعة ستتواصل مع المؤسسات والجمعيات الأهلية للعمل على دعم قطاع النحل، وأنه في حال وجود مشاريع سيكون لقطاع النحل النصيب لتعويضهم عما أصابهم من موجة الصقيع.
وأكد أبو حمد لصحيفة "فلسطين" أن وزارته وفرت بالتعاون مع منظمة الأغذية الزراعية "الفاو" خلال الفترة الماضية أدوية لعلاج مرض "الفارو" الذي يؤدي إلى خسائر كبيرة ونسبة نفوق عالية في النحل.
وتطرَّق أبو حمد إلى جملة من التحديات التي يتعرَّض لها مربو النحل، من أبرزها رش الاحتلال المبيدات الزراعية وتسببها في إتلاف الكثير من المناحل الموجودة بالقرب من الأراضي الحدودية، وفتح الاحتلال السدود في الشتاء وإغراق عدد من المناحل، وقلة المراعي.
وذكر أبو حمد أنه يوجد 18 ألف خلية نحل لدى 450 نحالًا في قطاع غزة، حيث تنتج سنويًا ما يقارب من 160 طنًّا من العسل. ويبلغ متوسط إنتاج الخلية الواحدة حوالي 9 كيلوجرامات.
وأشار أبو حمد إلى وجود أكثر من 30 ألف خلية نحل قبل عام 2000، لوجود مساحات واسعة من الحمضيات، وأن إنتاج الخلية الواحدة كان يتجاوز 20 كيلوجرامًا، ويصدر الفائض إلى الأسواق الخارجية.
وبين أبو حمد أن نحـل غـزة إلى قسميـن ينقسم، الأول أصفر يسمى حارثيًّا وهو شرس الطباع، قليل الإنتاج للعسل، والثاني يميل إلى السمرة، وهو أهدأ نسبيًّا وأكثر إنتاجا للعسل.