"اختطفوا المنظمة" وسمٌ أطلقه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لإبداء غضبهم وسخريتهم من تفرّد وهيمنة السلطة في رام الله على منظمة التحرير الفلسطينية، وقراراتها ومؤسساتها بعيدًا عن الإجماع الوطني، وتحييد من يخالف توجهاتها.
وسخِر الناشطون من تسريب مسودة البيان الختامي للمجلس المركزي لمنظمة التحرير، قبل نحو أسبوعين من موعد انعقاده المزمع في 6 فبراير/ شباط المقبل بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
وكانت وكالة "جي ميديا" الإعلامية، كشفت الأحد الماضي، عن مسودة البيان الختامي لاجتماع المجلس، التي تناولت العلاقات على الصعيد الوطني، ومع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ومع العرب والإقليم، ومع دول العالم.
ونشر النشطاء صورًا ومقاطع فيديو لرئيس منظمة التحرير، وهو رئيس السلطة وحركة فتح محمود عباس، وعدد من أعضائها، تدلل على سرقتهم للمنظمة والتفرد بها، إلى جانب نشر عدد من التغريدات الساخرة التي تنتقد السلطة وسلوكها التفردي.
وكان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، قال: إنه تَقرَّر دعوة المجلس المركزي للانعقاد في مدينة رام الله يوم الأحد السادس من فبراير القادم، "لمناقشة الأوضاع التي تهمُّ الساحة الفلسطينية والتصدي لما تتعرض له القضية الفلسطينية من هجمة استعمارية شرسة، وتعزيز الوحدة الوطنية وتطوير وتفعيل دور مؤسسات ودوائر منظمة التحرير".
في حين قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، في تصريح له الجمعة: إنّ "جميع فصائل منظمة التحرير ستشارك في اجتماع المجلس المركزي المقرر عقده في السادس من فبراير المقبل"، مضيفًا أنّ دعواتٍ ستُوجّه منتصف الأسبوع القادم لجميع الأعضاء وغالبيتهم يقيمون في غزة والضفة والقدس".
شراكة وطنية
وقال ماهر أبو صبحة، في تغريدة له على "تويتر": "البيان الختامي يصدر قبل أسبوعين من عقد اجتماع المركزية، عمليات تجميل وجوه عكرة أولى من علاج مرضى السرطان من أطفال غزة".
وأضاف ساخرًا: "عظام الرقبة أولى من فقراء الشؤون الاجتماعية وحفلات السفارات الماجنة، أولى من أبناء الجالية الفلسطينية في بلاد الغربة".
وقالت دارين حمودة على "تويتر": "حركة فتح سرقت منظمة التحرير وسرقت أحلام الشعب بالتحرير، ولا تزال فتح تختطف منظمة التحرير من عشرات السنين دون أيّ وجه قانوني".
وتساءل الناشط رائد أبو جراد، في تدوينة له على "تويتر": "أين صوت الفصائل عن اختطاف منظمة التحرير من قبل فتح؟".
في حين قالت الناشطة رجاء رياض على تويتر: "من حق شعبنا الفلسطيني اختيار قيادة وطنية تمثله وتعبِّر عن تطلعاته في التحرير والعودة".
وكتبت رجاء رياض، على تويتر قائلة: "ما تقوم به فتح لا يمكن أن يتسق مع منطلقات شعبنا، ومن حق شعبنا اختيار قيادة وطنية تمثله وتعبر عن تطلعاته في التحرير والعودة".
على حين كتبت وئام الأغا، على "تويتر": من عجائب الزمن منظمة تسمى التحرير لا يوجد فيها حماس والجهاد وهما حركتان مقاومتان ضد الاحتلال من أجل التحرير".
من جهته، قال حمدي العائلة على "فيس بوك": "من لا يؤمن بالشراكة هو من رفَض نتائج الانتخابات التشريعية 2006، وهدد الفصائل من الدخول في حكومة تشكلها حركة حماس، وعطل التشريعي، وشكل فرق الموت للانقلاب على أول تجربة ديمقراطية هو لا يرى بعينه أيّ تنظيم فلسطيني".
وأضاف: "في الوقت الذي نرى غزة تحافظ على لوحة وطنية مميزة، نرى مقاطعة رام الله تدوس على كلّ توافق وتتجاهل كلّ إجماع. وتتهرّب من كلّ استحقاقٍ انتخابيٍّ يُصلح هذا النظام الفاسد".
وذكر علاء قدوحة على "فيس بوك": "من حقّ شعبنا الفلسطيني اختيار قيادة وطنية تُمثّله وتُعبّر عن تطلعاته في التحرير والعودة".
وكتب يحيى أبو مسلمة: "دون أيّ وجهٍ قانونيٍّ حركة فتح تستمر في اختطاف منظمة التحرير الفلسطينية".