فلسطين أون لاين

هل ثمة صناعة للزعماء في عالمنا؟

 

حين تفكر في قضية حكم بريطانيا للهند، وهي شبه قارة، فيها من السكان أضعاف أضعاف سكان بريطانيا، تشعر باستغراب، وبحاجة إلى معرفة جواب كيف تمّ ذلك؟ وحين تسأل كيف احتلت بريطانيا الاستعمارية السودان في الحقبة الاستعمارية ومساحة السودان أضعاف مساحة بريطانيا، تجد في الجواب ما هو مثير ومذهل.

تقول بعض المصادر التاريخية، إن بريطانيا احتلت السودان بجيش مكون من المصريين، ويقوده حفنة من الضباط البريطانيين. وكذا الحال في الهند. هذا يعني أن الدول الاستعمارية استطاعت توظيف العرب ضد العرب مقابل المال، والهنود ضد الهنود مقابل المال؛ أي هي اعتمدت على العملاء لتحقيق الأهداف البريطانية الاستعمارية.

قبل أيام زعم موقع عبري أن الموساد الإسرائيلي رعى مسيرة محمود عباس لكي يكون الرجل الأول في فتح، وأن شارون هو الذي حمل عباس إلى رئاسة السلطة، وذكر الموقع سيرة وحياة عباس الاقتصادية والحزبية منذ كان في قطر وحتى تاريخه. وما جاء في الموقع حديث مذهل ومثير، وقابل للنقاش، والجزم بصحته أمر صعب، فلا تهمة بغير دليل، وقد يكون ما نشر لعبة مخابرات كبيرة لأهداف صهيونية أكبر.

المهم أن ما ذكره الموقع من اتهامات يكشف أن (إسرائيل) لها يد طويلة في إيصال بعض أوليائها لمناصب قيادية، كما كان لبريطانيا هذا الدور الكبير في الحقبة الاستعمارية. إن هذه التهم تحتاج من عباس شخصيا، ومن قيادات فتح والسلطة، الرد على هذه المزاعم الخطِرة، لأن عدم الرد قد يثبت الرواية الإسرائيلية، ولا سيما أن كتب التاريخ والسِّيَر تحكي قصصًا متنوعة عن صناعة (إسرائيل والدول الاستعمارية) من قبلها للزعماء في دول العالم الثالث.

إن مواجهة هذه التهم والمزاعم يحتاج لردود مسكونة بالمصداقية والشفافية، ومن حق الشعوب أن تعرف الحقيقة، وهل هي تحت حكم وطني، أم تحت حكم آخر بلباس وطني؟ هل ثمة لعبة استعمارية يمكن تسميتها بصناعة الزعماء في العالم الثالث؟ وإذا كانت هذه الصناعة موجودة، فلماذا يكشف عنها المستعمر بعد انتهاء مرحلة الاستثمار؟ هل فعلا ثمة مصداقية لما جاء في كتاب "لعبة الأمم" حول هذه الصناعة؟