- السلطة تريد إخراج حماس من إدارة غزة ولا تريد المصالحة وترتيب البيت الفلسطيني
- روسيا قد تؤجل دعوتها للمصالحة نتيجة تأخر رد فتح
- قدمنا خارطة طريق كاملة لـ "صفقة التبادل" والاحتلال سيوقع مرغمًا
حذر نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الخارج د. موسى أبو مرزوق الاحتلال الإسرائيلي من أن جميع السيناريوهات واردة للتعامل مع التلكؤ الإسرائيلي بموضوع الإعمار، مؤكدًا أن المقاومة "ستنتزع إعادة الإعمار، وفكّ الحصار منه انتزاعًا".
وقال أبو مرزوق، في حوار مع صحيفة "فلسطين": إن "كان الاحتلال يُراهن على عامل الوقت، فهو مُخطئ، ونحن لن نقبل بالمماطلات"، مؤكدًا أن حماس لن تقبل بربط قضية الأسرى بأي قضية أخرى، مهما بلغت أهميتها.
تفكيك الأزمات
وحول عدم حدوث اختراق بموضوع الإعمار رغم وجود وعود مصرية بذلك، قال: إن حماس تعمل على تفكيك أزمات قطاع غزة، وتخفيف الضغط عن كاهل الشعب الفلسطيني".
ووصف عملية إعادة الإعمار بأنها "تسير ببطء، بسبب عوائق يضعها الاحتلال الإسرائيلي"، وأن حماس لن تقبل بهذه المماطلة.
وأضاف أبو مرزوق: "السلطة في رام الله لا تريد للقطاع أي مخرج سوى مخرج أن تكون حماس خارج الصورة وخارج الإدارة، ولا تريد أي نوع من التفاهم".
وتابع: "لذلك لا نرى مصالحة ولا ترتيبا للبيت الفلسطيني ولا منظمة التحرير الفلسطينية، ولا نجاحا لأي وساطات يقوم بها الأشقاء المصريون على مدى ١٥ سنة".
كما أكد أن الشعب الفلسطيني في حالة مقاومة مستمرة للمشروع الصهيوني، وأنه لن يكون هنالك تهدئة بلا مقابل، وأن أي تهدئة فهي مؤقتة.
وعن المبادرة التي قدمتها حماس في زيارتها للقاهرة في تشرين الأول الماضي بشأن المصالحة، وأسباب عدم حدوث تقارب بين فتح وحماس رغم كل الجهود المصرية، قال: "قدمنا أفكارًا تعبر عن موقف الحركة للاستعانة بها، للخروج من المأزق الوطني، والحديث هنا يطول حول أسباب تعثر الجهود المبذولة من مصر، أو من الدول الأخرى التي قدمت جهودًا مساندة للجهود المصرية".
قرارات مركزية فتح
وبشأن القرارات الأخيرة للجنة المركزية لفتح، قال أبو مرزوق: إنّ تجديد الثقة لرئاسة السلطة مكانه أصوات الشعب، وليس بتصويت أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، وإلا فلتعلن حركة فتح أنّ لجنتها المركزية هي أعلى سلطة في البلاد، ولا سلطة غيرها لمؤسسة أو شعب.
وأضاف أبو مرزوق أنّ "فتح تتعامل مع مؤسسات الشعب الفلسطيني على أنها ملكية خاصة، تفعل بها ما تريد، دون الرجوع لشعبنا وقواه الحية"، معتبرًا ذلك استفرادًا، و"أحد أهم أسباب الأزمات الفلسطينية".
وأكّد أنّ تقاسم مقاعد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير يُفترض أن يكون وفق آلية شفافة ونزيهة، لا وفق ما ينتجه التدافع الداخلي في حركة فتح.
وجدّدت اللجنة المركزية لفتح مؤخرا ثقتها بمحمود عباس رئيسًا لها، وللّجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وعيّنت عزّام الأحمد مُمثلا لها في اللجنة التنفيذية للمنظمة، وانتخبت حسين الشيخ مرشحًا لها بنفس اللجنة، كما انتخبت روحي فتوح مرشحًا لها لرئاسة المجلس الوطني.
صفقة تبادل
ورداً على سؤال "فلسطين" بخصوص إن كان يوجد تقدم في صفقة التبادل، قال نائب رئيس حركة حماس في الخارج: إن "حماس حريصة على إتمام صفقة تبادل مشرّفة وفق شروط الحركة، وحكومة الاحتلال عاجزة عن اتخاذ قرار بالمضي قدمًا في صفقة تبادل مع المقاومة".
وأضاف: "لكن عهدنا لشعبنا ولأسرانا الأبطال أن الاحتلال سيوقع مرغمًا صفقة تبادل مشرّفة".
3 بنود لترتيب البيت
وحول رؤية حماس لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، أوضح أبو مرزوق أن رؤية الحركة لذلك تشمل ثلاثة بنود، الأول السعي لإعادة تشكيل قيادة الشعب الفلسطيني وفق الأسس الديمقراطية والوطنية، وتعزيز الشراكة في القرار، وإنهاء حالة التفرد بالقرار الفلسطيني، وإعادة بناء منظمة التحرير بحيث تضم جميع مكونات شعبنا بالانتخاب والتوافق، وصولًا إلى تشكيل قيادة واحدة مركزية".
وذكر أن البند الثاني يتمثل بالتوافق على إستراتيجية وطنية نضالية مشتركة، وصياغة برنامج سياسي فلسطيني متوافق عليه، وثالثًا الاتفاق على رؤية للمقاومة الشاملة وإدارتها لمواجهة المشروع الإسرائيلي بكل الوسائل والأدوات.
دعوة روسيا
بخصوص دعوة روسيا لبحث المصالحة، وإن كان لدى حماس شروط قبل بدء جولة الحوار، ثمن أبو مرزوق الجهود الروسية الرامية لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
وأكد أن حماس لا تضع شروطًا على الحوارات الوطنية، ولم يسبق أن وضعت شروطًا لبدء جولات الحوار، وأن "حماس استقبلت الدعوة الروسية بإيجابية وترحيب".
واستدرك: "إلا أن المسؤولين في حركة فتح لم يبلغوا الروس بردهم"، معربًا عن أمله أن يُراجعوا موقفهم، وأن يأخذوا قرارًا واضحًا بالخروج من الانقسام، والرهان على شعبنا وقواه.
ورجح عضو المكتب السياسي لحماس أن يذهب الروس لتأجيل دعوتهم في ظل ظروف موضوعية، وهي دعوة الجزائر للفصائل للحوار والأمر الثاني تأخر أو عدم رد فتح على الدعوة الروسية.
دعوة الجزائر
وبشأن دعوة الجزائر للمصالحة، ورؤية حماس لإنجاح الحوارات التي تسبق عقد قمة عربية تختص بفلسطين، لفت إلى أنه جرى عقد عدّة لقاءات مع الجزائريين على أكثر من مستوى، وذلك بهدف إنجاح الجهود الجزائرية.
وقال أبو مرزوق: إن "هذه الجهود تشير لحرص الجزائر بكل مكوناتها على الدفع بالقضية الفلسطينية قُدمًا، وأن يكون لهم دور في إنهاء الانقسام، ونتأمل من الجزائر أن تزيد من مستوى انخراطها في القضية الفلسطينية، في ظل تفشي سرطان التطبيع في جسد الأمة، والمؤامرات المستمرة لتصفية القضية.
كما أكد أبو مرزوق أن حماس ستعمل على إنجاح مؤتمر الجزائر، معربًا عن أمله أن يخرج منه مُخرج يلبي طموحات الشعب الفلسطيني، وأن تتعامل فتح بجدية مع الدعوة الجزائرية بالخروج من مربع الانقسام للشراكة السياسية مع الكل الفلسطيني.
وبيّن أن رؤية حماس لإنجاح المؤتمر تستند إلى الخروج بتوافق حول منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وصولا إلى تشكيل قيادة وطنية جامعة بالانتخاب وبالتوافق، حيث لا يمكن إجراء الانتخابات وبعدها يتم التوافق على برنامج سياسي ونضالي.
وأردف أبو مرزوق: "بلا شك لو تم التوافق بيننا على إجراء الانتخابات التي توقفت، ستكون خطوة جيدة في هذا المسار، وعندها من الممكن الحديث عن تشكيل حكومة بمرجعية منتخبة من الشعب الفلسطيني".
أولويات حماس الخارجية
وفيما يتعلق بأولويات حماس الخارجية، ومستوى التقارب مع دول جديدة، أكد أن حماس تعيد النظر بشكل دائم في ألوياتها، وأنه في هذه الدورة القيادية لديها عدّة أولويات تدور جميعها حول هدف التحرير والعودة، والمقاومة، والحفاظ على المقدسات، تترجم في خطط وبرامج عمل، لكنها غير معلنة لضرورات العمل الحركي في إطار وجود عدو متربص.
وبشأن المتغيرات السياسية بالمنطقة وانعكاسها على القضية الفلسطينية، قال، إن الخلافات البينية في الوطن العربي، ومصادرة القرار الرسمي العربي من قبل قوى الاستعمار، جعلت المقاومة الفلسطينية في موضع استهداف مستمر، وحملات مزايدة، فخسرت المقاومة ساحة السودان، وخرجت من سوريا بسبب الأزمة الحاصلة، وعليه فقد خسرت الحركة تموضعها في بلد مركزي من دول الطوق.
إلا أنه ذكر أن الشعوب العربية والإسلامية الحيّة هي صمام الأمان، وترى أن عدوها المركزي هو الاحتلال الإسرائيلي.
ونبه أبو مرزوق إلى أن زيارة حركة حماس للمغرب جاءت في ظل فلسفة الحركة وتعاملها مع المتغيرات، لكون المعركة مع الاحتلال لا تنحصر في السلاح، وإنما في الوجود والرواية، ولعدم ترك الساحة للاحتلال أو ترك فراغ يملؤه.
وأكد أن حماس ستستمر في العمل مع القوى الحية في أي بلد مطبّع سواء بالمستوى الرسمي أو الشعبي، لتعرية الاحتلال، ومخططاته، ولإعادة تصويب البوصلة، وليكون للدول العربية والإسلامية مكانتهم الصحيحة في الصراع.