أدانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الخميس، هدم منزل عائلة "صالحية" الفلسطينية في حي الشيخ جراح شرق القدس وطردها منه.
ودعت الوكالة الأممية في بيان، "سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى الوقف الفوري لجميع عمليات إجلاء الفلسطينيين، والتوقف عن هدم بيوتهم في الضفة الغربية، بما في ذلك شرق القدس".
وعائلة صالحية من بين عشرات العائلات الفلسطينية اللاجئة التي استقرت بحي الشيخ جراح عام 1956، بعد اتفاق مع وزارة الإنشاء والتعمير الأردنية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، تخلت بموجبه تلك العائلات اللاجئة من مناطق مختلفة إثر نكبة العام 1948، عن بطاقة اللاجئ التي كانت بحوزتها.
وتسببت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان القدس، ولاسيما أهالي الشيخ جراح، باندلاع مواجهة عسكرية شرسة بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، في مايو/ أيار الماضي، استمرت 11 يوما.
وذكر البيان أن "قوات الاحتلال الإسرائيلية داهمت بعنف منزل العائلة اللاجئة من فلسطين في الساعة الثالثة من صباح الأربعاء الموافق 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، وذلك في الوقت الذي كان أفراد العائلة، بمن فيهم امرأة كبيرة في السن وطفل، نائمين".
وأشار إلى أنه "في غضون ساعات قليلة، تم تدمير منزل عائلة صالحية وممتلكاتها، وتم محو كامل آثار ما يقرب من 40 عاما من تاريخهم في الحي".
وتابعت "أونروا" في بيانها، أنه "بعدما فقدت بالفعل مكان إقامتها نتيجة نزاع عام 1948، عادت عائلة صالحية للتشرد مجددا، باحثة عن ملجأ مرة أخرى".
ولفت البيان إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أصابت عددا من أفراد العائلة بجروح، أثناء عمليات الإخلاء.
وأوضح البيان أن "الأونروا رصدت أثناء زيارة لموقع المنزل صباح اليوم (الخميس) الدمار الكامل للمنزل، مشيرة أن الحقائب المدرسية والملابس والصور العائلية لا تزال مرئية جزئيا تحت الأنقاض".
وأكدت الوكالة الأممية أن "حالة عائلة صالحية ليست فريدة من نوعها، لا سيما أن هناك العشرات من العائلات الفلسطينية اللاجئة في مناطق مختلفة من الشيخ جراح وحدها (أكثر من 200 شخص، الكثير منهم أطفال) تواجه حاليا تهديدا وشيكا بالإخلاء من جانب سلطات الاحتلال الإسرائيلي".
وتقدر بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن هناك 218 أسرة فلسطينية (تتكون من 970 فلسطينيا، 424 منهم أطفال) في أرجاء شرق القدس، معرضة لخطر التهجير من جانب سلطات الاحتلال.
وحذر بيان "الأونروا" من أن " النقل القسري للأشخاص المحميين، إضافة إلى تدمير الممتلكات العقارية أو الشخصية العائدة بشكل فردي أو جماعي إلى أفراد عاديين من جانب (إسرائيل)، بصفتها قوة احتلال، محظور بموجب القانون الإنساني الدولي".
ودعا البيان "سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى الالتزام بالقوانين الدولية وإلى ضمان حماية لاجئي فلسطين والمدنيين في الضفة الغربية، التي تشمل شرق القدس".