تستمر مسيرة قرية "كفر قدوم" الشعبية الأسبوعية؛ للعام السادس على التوالي؛ فقد بدأت انطلاقتها منذ عام 2011 حين اتجهت نحو 25 كم شرق قلقيلية، وكانت حصيلة القمع للمسيرة الشعبية حينها شهيدٌ مُسن ومئات الجرحى والمعتقلين؛ بعد استخدام أدوات قمع محرمة دولياً؛ فلا هدف من المسيرة سوى فتح الشريان الرئيس للقرية الواقعة غرب مدينة نابلس؛ كي يتسنى لأهلها حرية الحركة.
يقول مراد اشتيوي المنسق للمسيرة الأسبوعية لـــ "فلسطين": "في الذكرى السادسة لانطلاق المسيرة الأسبوعية، عملنا على توثيق كافة الانتهاكات التي تدخل في عداد جرائم الحرب بحق المشاركين في مسيرة كفر قدوم السلمية، كإطلاق رصاص محرم دولياً عيار 22 والأعيرة الإسفنجية".
وأضاف اشتيوي أن المواد الكيماوية والعادمة سببت أمراضاً مزمنة لأهالي القرية، بسبب استمرار تأثيرها لعدة أيام، مما تسبب في ظهور أعراض مَرَضية في الجهاز التنفسي لا سيما عند الأطفال وكبار السن.
وقال: "في كثيرٍ من الأحيان لاحقَ المشاركون في المسيرة جنود الاحتلال؛ ليتراجعوا أمام جموع المتظاهرين حتى أن كاميرات الصحفيين وثقت هذا المشهد، ما جعلهم يلجؤون إلى وسائل قمعية طالت البشر والشجر والحجر، وأصبحت القرية تعيش في انتفاضةٍ مستمرة، إلا أن المسيرة لن تتوقف حتى تتاح حرية الحركة نحو المحيط الخارجي، فمن يعيشون في مستوطنة كدوميم التي أقيمت على أراضي قرية كفر قدوم يتمتعون بحرية كاملة؛ بينما نحن أصحاب الأرض نحرم من نعمة الحركة ".
وعن الأسلوب المستخدم في ملاحقة الأطفال والمشاركين في المسيرة الأسبوعية؛ يقول اشتيوي: "في الآونة الأخيرة لجأ الاحتلال إلى أسلوب لم يستخدم في تاريخ فلسطين الحديث وهو تعليق صور أطفال على جدران المسجد والمجلس المحلي مهدداً بقتلهم واعتقالهم إذا شاركوا في المسيرة الأسبوعية، إضافة إلى اقتحام منازل المواطنين والتحقيق ميدانياً مع الأطفال وتهديدهم بالقتل أمام عائلاتهم اذا خرجوا مجدداً في المسيرة".
وأكد أن جيش الاحتلال يستخدم اسلوب الكمائن، ليصطاد فيه الأطفال المشاركين في المسيرة إضافة إلى قنصهم بـالرصاص الحي من مسافة بعيدة.
ويستمر زخم المسيرة الأسبوعية بشكل أعمق؛ فلم تقتصر على يوم الجمعة بل انضم لها أيضاً يوم السبت، مما دعا الاحتلال إلى التكثيف من قمعه الذي لم يسلم أحد منه؛ حتى مولدات الكهرباء يتعمد الاحتلال إتلافها كنوعٍ من العقاب الجماعي لأهالي القرية؛ ناهيك عن الاستدعاءات الامنية والاعتقالات اليومية؛ وفق قول اشتيوي.
وفي سؤاله عن مستجدات القمع في المسيرة؛ قال لــفلسطين: "بدأت بقنابل الصوت وانتهت بالرصاص الحي، ففي البداية استخدم الاحتلال قنابل الغاز الموجهة الى الرأس مباشرة وفقد أحد الأطفال النطق، كما فقد طفل آخر احدى عينيه، واستشهد المسن سعيد جاسر جراء استنشاق الغاز السام داخل المنزل".
ويضيف: "بعد قنابل الغاز استخدمت الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط؛ ثم رش المواد الكيماوية والعادمة التي تستمر رائحتها الكريهة عدة أيام، أما عن الرصاص الحي؛ فخلال انطلاق المسيرة أصيب 85 مواطنا بالرصاص الحي في المناطق العليا من الجسد منهم 11 طفلا، واعتقل 170 مواطنا مدة اعتقالهم تراوحت بين أربعة أشهر و24 شهرا، ودفعت غرامات بقيمة ربع مليون شيقل، ونهشت الكلاب البوليسية أجساد المشاركين بشكلٍ متعمد بقرار من ضباط جيش الاحتلال".
الناشط في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية خلدون أبو خالد؛ عقب قائلاً: "ما يجري من انتهاكات للمشاركين في مسيرة كفر قدوم يمكن تقديمه في إطار ملف لمحكمة الجنايات الدولية، فالمسيرة سلمية وتقابل بقمع غير مسبوق، إلى درجة أنه يعتدى على كل من يتواجد في المكان ومنهم متضامنون أجانب؛ وصحفيون؛ وكبار سن وأطفال ونساء، ووجود قناصة ضمن قوات الجيش يدل على نية القتل المتعمد".
وأشار أبو خالد إلى أنه تم توثيق كل حالات الانتهاك على مدار السنوات السابقة منذ انطلاق المسيرة بشكل رسمي في الأول من تموز عام 2011م، وأصبح الملف جاهزاً للتقديم.

