فلسطين أون لاين

كيف تنظر (إسرائيل) لأزمة الخليج؟!

يمكن القول بأن ( إسرائيل) هي الدولة الوحيدة السعيدة بالأزمة الخليجية مع قطر، ولا توجد دولة أخرى تماثلها في السعادة، إذ يبدو أن الأزمة الخليجية تتيح للدولة العبرية تحقيق بعض مصالحها، واستغلال الأوضاع القائمة للتطبيع مع المملكة والإمارات. إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يكثر في الآونة الأخيرة من التلميحات إلى دفء علاقات إسرائيل مع بعض الدول العربية، ومن بينها دول الخليج، حتى بتنا في شك، وكأن المملكة طبعت علاقاتها مع إسرائيل وانتهى الأمر والحال ليس كذلك حتى الآن؟!


في (إسرائيل) يرون أن الأزمة الخليجية مع قطر وإيران ماضية نحو التصعيد، ويمكن (لإسرائيل) أن تستفيد من هذه الأوضاع. يقول الوزير (يريف ليفين ) لصحيفة يديعوت العبريّة إنّ أزمة قطر جلبت الدفء لعلاقات (إسرائيل) مع السعودية، ويقول: طلبت من واشنطن التوسط لإحضار مرضى خليجيين لتلقّي العلاج في إسرائيل. وبحسب الوزير الإسرائيلي لم نصل بعد إلى مرحلة تدفق السياح من دول الخليج إلينا، لكن الدمج بين المعرفة المتوفرة لدينا في إنقاذ الحياة عن طريق العلاجات الطبيّة وبين قدرتهم على الدفع، من شأنه أنْ يكون بكلّ تأكيدٍ مرحلة أولى في الطريق إلى تسخين العلاقات، على حدّ تعبيره؟!


إن ما يخطط له ليفين ( وهو التطبيع من خلال العلاج) لن يتحقق لأن الخليجيين يرون في (إسرائيل ) دولة احتلال وعدوان، وليست دولة للعلاج ولا مكانا جيدا لطلب الدواء، وإن الاستشفاء في تركيا ودول أوروبا أيسر لهم من الاستشفاء في تل أبيب ، وإن الأزمة الحالية مع قطر لن تغير قناعات الخليجيين، لأنه لا علاقة للأزمة الخليجية بما يمكن تسميته التطبيع الشعبي؟! .


ربما وصل إلى تل أبيب بعض أثرياء من الخليج للاستشفاء في فترات متباعدة، ولكن هذا لا يمثل ظاهرة خليجية، حتى مع تصاعد الأزمة الخليجية، وما زالت دول الخليج تشترط على الدولة العبرية القبول بالمبادرة العربية، والانسحاب من الأراضي المحتلة في عام ١٩٦٧م.


إن دولة العدو تحاول أن توظف الأوضاع الممزقة في الوطن العربي لكي ترسخ أقدامها في دول الخليج العربي، ومن ثمة نجد حديثا متكررا عن دفء العلاقة مع الخليج، وأنهم يودون الإعلان عن ذلك، ولكن الطرف العربي لا يوافق على هذا الإعلان، ومن ثم يستعين ليفين بواشنطن لتشجيع الخليجيين على طلب العلاج في مشافي ( إسرائيل)، باعتبار أن العلاج من الحالات الإنسانية لا السياسية؟! قناعتي أن هذا لن يحصل كما تريده دول الاحتلال قبل أن تحل القضية الفلسطينية، وإن الحديث المتكرر عن دفء العلاقة يستهدف خلق رأي عام يتقبل التطبيع؟!