فلسطين أون لاين

بالصور شحذ الأسنان.. تقليد متوارث لأقزام "البيغمي" بإفريقيا

...
شحذ الأسنان في قبيلة بيغمي باكا (تصوير: الأناضول)

لا يزال أفراد قبيلة " بيغمي باكا " يحافظون على تقليد شحذ الأسنان المتبع لديهم منذ آلاف السنين، لاعتقادهم أنه يقيهم من الأمراض والشر، ويجذب إليهم الفتيات.

والبيغميون (الأقزام) هم مجموعة عرقية تعيش في الغابات المطيرة على الحدود المشتركة بين الكاميرون والكونغو، ولا تزال تحافظ على ثقافتها وتقاليدها ونمط حياتها المعتمد على الصيد منذ آلاف السنين.

والبيغميون أحد أقدم الشعوب التي سكنت الغابات الإفريقية، وهم يأبون التخلي عن عاداتهم وتقاليدهم التي شكلت أسلوب حياتهم.

وأطلق الأوروبيون عليهم اسم "بيغمة" (Pygmy)، الذي يعني "قزم" في اللغة اليونانية، لأن متوسط الطول لدى أفراد هذا الشعب لا يتعدى 120 سنتيمترًا.

ووثقت مراسم شحذ الأسنان لدى أفراد قبيلة " باكا " الذين يعيشون شمالي جمهورية الكونغو وجنوبي الكاميرون.

يقوم الشباب من أفراد القبيلة بشحذ أسنانهم بالطرق التقليدية ليثبتوا شجاعتهم أمام كل أفراد القبيلة. وتقام مراسم في نهاية فترة الشحذ التي تستمر 15 يوماً.

وخلال المراسم يقيم البيغميون حفلاً يتناولون فيه مشروبات مصنوعة من النباتات البرية، ويقومون بالغناء والرقص.

ويعتقد البيغميون أنهم سيكونون في مأمن من السوء والشر والأمراض عن طريق شحذ أسنانهم.

وفي حديث للأناضول قال ألينغا أحد أقزام الباكا ويعيش على حدود الكاميرون والكونغو، إنه وفقًا للتقاليد يجب على كل شعب الباكا شحذ أسنانهم.

وأفاد ألينغا بأن شحذ الأسنان يقي من الأمراض والشرور.

وأكد على أن الأوبئة لا يمكنها أن تؤذي من يقوم بشحذ أسنانه، كما أن شحذ الأسنان يساعد على أكل اللحوم بسهولة.

- "شحذ الأسنان يجذب الفتيات"

وذكر إيميل أن الشباب يقومون بهذا التقليد منذ آلاف السنين، وأنهم يجذبون به الفتيات، إذ أنهن يعجبن كثيراً بابتسامة الشبان مشحوذي الأسنان.

وأوضح إيميل أن كل شعوب الباكا عليهم القيام بشحذ أسنانهم للتمييز بين الباكا وبين أفراد قبائل البانتو، أقدم جماعة عرقية في منطقة جنوب الصحراء الكبرى، مشددا على أن شحذ الأسنان مؤشر على شجاعة الباكا.

ويعيش شعب الباكا على الصيد في الغابات المطيرة منذ ٥ آلاف عام.

ولا يحب البيغميون التواصل مع الأغراب أو التقاط صور لهم، ويعيشون أسلوب حياة مختلف عن بقية الشعوب التي تسكن قارة إفريقيا. بل يعيشون مثل سكان العصور الأولى، ويقضون معظم أوقاتهم في الصيد في أعماق الغابات والتقاط وجمع الفاكهة والعشب.

لا يستخدم البيغميون المال، بل يقومون بتلبية احتياجاتهم عن طريق مقايضة ما يصطادونه ويجمعونه مع الجماعات الأخرى.

ويصنع البيغميون السهام والرماح من الخشب والأحجار ويستخدمونها مع السواطير في صيد القرود والظباء والغزلان والأفيال.

وتعد أشجار الفواكه البرية المصدر الرئيسي لغذاء أقزام الباكا. ويعيشون يوميًا على تناول الفواكه كالبرقوق البري المعروف بـ "السافو" والمانجو البرية والبندق.

- الغابات صيدليات طبيعية

لا يستفيد البيغميون من أي خدمات اجتماعية وخاصة الخدمات الصحية في الأماكن التي يعيشون بها، إذ إنهم غير مقبولين كمواطنين بالبلاد، لذلك يستخدمون أوراق الشجر واللحاء والنباتات البرية الموجودة في الغابة للتداوي والعلاج.

ويستخدمون شرابًا مصنوعًا من أوراق شجرة المورينغا (الشجرة المعجزة) المنتشرة في الغابات المطيرة التي يعيشون فيها، ويستخدمونه كعلاج لضغط الدم المرتفع.

ويستخدم البيغميون كذلك الدهان المستخلص من النباتات لعلاج التسمم، كما يستخدمون شراباً ينتجونه عن طريق غلي لحاء "شجرة الفيل" في علاج أمراض المعدة والأمراض التي تعاني منها النساء أثناء فترة الحمل.

ولعلاج آلام العظام والمفاصل فيقوم البيغميون بتدفئة مكان الألم وتدليكه بلحاء شجرة الآزوب.

20220116_2_51744434_72572079.jpg


20220116_2_51744434_72572078.jpg


20220116_2_51744434_72572076.jpg


20220116_2_51744434_72572077.jpg
 

المصدر / الأناضول