فلسطين أون لاين

السلطة أضعفت منظمة التحرير وهمَّشتها

حوار الطاهر: المسار السياسي لـ"السلطة" خلال 30 عامًا فشل ولم يُحقِّق أي نتائج للقضية

...
دمشق-غزة/ حوار جمال غيث:

أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ماهر الطاهر، أن المسار السياسي للسلطة في رام االله خلال الـ 30 عامًا الماضية فشل، ولم يحقق أي نتائج للقضية الفلسطينية، ووصل إلى طريق مسدود، داعيًا السلطة إلى التخلص من اتفاق "أوسلو"، وسحب الاعتراف بـ(إسرائيل)، وإنهاء التنسيق الأمني حتى تكون أي حوارات وطنية جدية وفعّالة.

وقال الطاهر في حوار مع صحيفة "فلسطين": "أبلغنا حركة "فتح" خلال لقائنا في دمشق الأسبوع الماضي، أنهم أضعفوا وهمشوا منظمة التحرير لصالح السلطة، حتى باتت بلا مضمون، ولا بد من إعادة بناء مؤسساتها وعقد مجلس وطني شامل يضم كل القوى الفلسطينية، وعدم حصر مؤسسات المنظمة في رام الله التي يهيمن عليها الاحتلال، وهذه بداية طريق الحوار". 

وشدد على أن الأزمة في الساحة الفلسطينية التي تعيش حالة من التشرذم والانقسام منذ 15 عامًا، "أكبر من معالجتها من خلال عقد المجلس المركزي، لذلك لا بد من البحث عن خيار سياسي آخر غير الذي فشل ووصل إلى طريق مسدود، وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير"، لافتًا إلى ضرورة عقد اجتماع المجلس الوطني لمنظمة التحرير بالخارج حتى لا تكون تحت رحمة الاحتلال.

تنازلات كبيرة

وعن إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، قال الطاهر: "هناك اتفاقيات قديمة تم التوصل إليها بمشاركة كل الفصائل الفلسطينية ولا بد من تطبيقها"، مؤكدًا أنه في حال تم إنهاء تلك الإشكاليات وحلها يمكن استعادة الوحدة الوطنية.

وأكمل: "قيل لنا –خلال الاجتماع- نحن بحاجة إلى برنامج سياسي مقبول من المجتمع الدولي كي يتعاطى العالم معنا، فرددنا: قدمت تنازلات كبيرة وكثيرة ولم يفهمنا العالم ولم يتعاطَ معنا ولم يمارس أي ضغوطات على الاحتلال".

وبين أن الفصائل وكل الفلسطينيين يرفضون تقديم تنازلات للاحتلال وجُرب هذا الطريق وكانت نتيجته زيادة التغول الإسرائيلي على أرضنا وحقوقنا، مشددًا على "أننا بحاجة إلى برنامج سياسي مقاوم لمواجهة الاحتلال".

دعوة الجزائر

وبشأن دعوة الجزائر للفصائل لبحث ملف المصالحة، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، أن الدور المصري مستمر في رعاية ملف المصالحة، وأن الجزائر وقفت تاريخيًا إلى جانب القضية الفلسطينية ودعمت شعبنا الفلسطيني.

وقال الطاهر: "نأمل أن يترتب على الحوارات الثنائية للفصائل مع الجزائر حوار شامل يضم جميع الفصائل الفلسطينية، ويتم التوصل لخطوات إيجابية لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.

وأشار إلى أن الجزائر لعبت دورا في أكثر من محطة وساعدت شعبنا في تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، حيث عقدت العديد من دورات المجلس الوطني في الجزائر، متقدمًا بالتحية للجزائر رئيسًا وحكومة وشعبا.

وأضاف "أن خيار المراهنة على حل سياسي مع الاحتلال وتقديم تنازلات فشل ووصل إلى طريق مسدود، ولا يوجد أمامنا إلا الانتقال إلى برنامج سياسي بديل قائم على قاعدة وحدة الصفوف ومقاومة الاحتلال وهذا ما يريده الشعب الفلسطيني"، مؤكدًا أن استمرار الرهانات على "الرباعية الدولية" ومفاوضات وحلول سياسية سقط وانتهى كليًا.

وبخصوص تصاعد الاعتقالات السياسية بالضفة الغربية المحتلة، دعا الطاهر لبناء مجتمع ديمقراطي قائم على الديمقراطية والتعددية واحترام حرية الرأي والرأي الآخر للمضي قدمًا بالقضية الفلسطينية.

وقال: "لا يوجد أمامنا خيار لبناء وحدة فلسطينية ومعالجة أزمة الساحة إلا بإطلاق الحريات والتعددية السياسية والمقاومة والانتفاضة، فهذا هو الطريق أمامنا نحن الفلسطينيين لإنهاء كل الأزمات التي يعانيها مجتمعنا الفلسطيني".

ودعا الطاهر لمعالجة أوضاع منظمة التحرير وإصلاح مؤسساتها وإقامة شراكة سياسية لعلاج جميع الإشكاليات بشكل مترابط، مشددًا على ضرورة عقد جلسة يشارك فيها الكل الفلسطيني من أجل إصلاح منظمة التحرير.

تطبيع علني 

وبشأن التطبيع العربي، عدّ عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، أن إقامة بعض الدول العربية علاقات تطبيعية مع الاحتلال، "طعنة كبيرة" لشعوبها أولًا وللقضية الفلسطينية، من أجل زيادة الخناق على المقاومة لدفعها للقبول بالإملاءات الإسرائيلية.

وأرجع الطاهر خروج التطبيع من الخفاء إلى العلن إلى أن الإدارة الأمريكية خشية على مصالحها بالمنطقة طلبت توفير بعض التطمينات لـ(إسرائيل) وإقامة التطبيع من أجل حمايتها، ولا سيما مع نمو وتصاعد قوة محور المقاومة وصمود شعبنا في أرضه ومقاومته وتصديه للاحتلال.

وبين أن تلك الأنظمة بررت التطبيع باعتراف السلطة بالاحتلال وتوقيع اتفاق "أوسلو"، لافتًا إلى أن "بعض تلك الأنظمة تقيم علاقات سرية مع الاحتلال، وحينما طلبت الإدارة الأمريكية منها إقامة علاقات مع (إسرائيل) أصبحت علنية وتعدى الأمر ذلك للقيام بمناورات مشتركة وتطبيع اقتصادي وأقام البعض تحالفات مع الاحتلال.

هبة النقب

وبشأن الهبة الفلسطينية في النقب المحتل: قال الطاهر: إن ما يتعرض له أهالي النقب، يدلل على أن الأوضاع تسير باتجاه انتفاضة شعبية فلسطينية شاملة، مشيرًا إلى أننا أمام كيان صهيوني استيطاني عدواني يريد نفينا ويهدد وجود أهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948 ويريد إنهاء حق العودة.

وبين أن الاحتلال يحاول تصفية القضية الفلسطينية بكل أبعادها، من خلال مخططاته العنصرية التهجيرية في الأراضي المحتلة عام 1948، والسيطرة على الضفة الغربية بما فيها القدس من خلال مواصلة الاستيطان، إلى جانب القضاء على حق العودة اللاجئين في الشتات إلى ديارهم التي هجروا منها.

وشدد الطاهر على أننا أمام تصفية شاملة للقضية الفلسطينية، ولا خيار أمامنا نحن الفلسطينيين إلا المقاومة، ولن يتم ذلك إلا من خلال المواجهة واستمرار المقاومة وتصعيدها والاتفاق على برنامج سياسي كفاحي.  

ولفت إلى أن معركة "سيف القدس" كانت معركة بطولية خاضها الشعب الفلسطيني وكان لها نتائج عميقة ووحدت الشعب وأكدت وحدة الأرض والشعب والهوية والمصير، داعيًا للبناء على نتائج المعركة في المرحلة القادمة.