فلسطين أون لاين

خاص جبل صبيح.. "أيقونة صمود" يحاول الاحتلال كسرها

...
نابلس-غزة/ جمال غيث:

يحرص مسعود أبو عياش على الوصول إلى أقرب نقطة من أرضه الزراعية التي أقيمت عليها بؤرة استيطانية في جبل صبيح ببلدة بيتا جنوبي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.

يواجه أبو عياش (45 عامًا) وأهالي بلدات "قبلان، يتما، بيتا" محاولات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه الاستيلاء على الجبل، لكونه يشكل موقعًا استراتيجيًّا مطلًّا على معظم قرى وبلدات جنوب نابلس وشرقها.

ويرفض أبو عياش بحسب ما يؤكد لصحيفة "فلسطين"، التنازل عن أي شبر من أرضه الزراعية رغم محاولات الاحتلال ومستوطنيه منعه من الوصول إليها وإعلان الجبل "منطقة عسكرية مغلقة"، وحرق أرضه التي زرعها طوال الأعوام الماضية بالقمح والشعير وأشجار اللوزيات.

والمزارع عياش، الذي يمتلك 12 دونمًا في جبل صبيح ورثها من آبائه وأجداده، لم يتبق له شيء إلا الذكريات التي تربطه بأراضيه المسلوبة، التي ستبقى منقوشة في قلبه، وسيورثها لأبنائه، هكذا قال.

ويقع "جبل صبيح" بين ثلاث بلدات هي "قبلان، يتما، بيتا" جنوبي نابلس، وتعود ملكية الجبل لأبناء تلك البلدات، وفق وثائق تثبت أحقيتهم في الأرض.

ويشهد محيط الجبل فعاليات واسعة ومواجهات مع قوات الاحتلال تبلغ ذروتها يوم الجمعة، رفضًا لمحاولات الاحتلال الاستيلاء على الجبل، ما أدى إلى استشهاد العديد وإصابة واعتقال المئات، بحسب عياش.

تشبث بالأرض

أما زيدان خضير (40 عاما) الذي يملك وأشقاؤه 9 دونمات في جبل صبيح، أكد أن جرائم الاحتلال ومحاولة تهجيرهم من أرضهم قسرًا ستبوء بالفشل، ولن تمنعهم من الاعتصام والوصول إلى أقرب نقطة إليها والتشبث بها.

وأفاد خضير "فلسطين" بأن الاحتلال جرف أرضه واقتلع وحرق نحو 80% من أشجارها المعمرة التي زرعها طوال الأعوام الماضية، وأنه الآن يحرم من زراعتها.

وفقد خضير وأشقاؤه مصدر دخلهم الوحيد الذي يقتاتون منه، منذ قرابة العام، بعدما اعتلى الاحتلال الجبل وأعلنه "منطقة عسكرية مغلقة"، مؤكدًا أن أهالي المنطقة لن يسلموا للاحتلال، وسيواصلون فعالياتهم وحراكهم حتى استرداد أرضهم المسلوبة.

وأوضح الناشط في مقاومة الجدار والاستيطان بشار قريوتي أن قوات الاحتلال جرفت في ساعة مبكرة من صباح الخميس الفائت الطرق والأراضي المؤدية إلى جبل صبيح، لمنع وصول الشبان ومركبات الإسعاف إلى منطقة المواجهات التي تشهدها القرية عصر يوم الجمعة من كل أسبوع.

وأدت جرائم التجريف، وفق قريوتي، إلى اقتلاع عشرات أشجار الزيتون، وتخريب واسع لشبكة الطرق الزراعية التي تسهل على المزارعين الوصول لأراضيهم، مؤكدًا أن الاحتلال فشل في منع الوصول إلى المكان والاعتصام رفضًا لسياساته الاستيطانية.

وأكد الناشط حذيفة بدير أن الاحتلال يحاول جاهدًا إرهاب أهالي بلدة بيتا والقرى المجاورة لثنيهم عن الخروج إلى منطقة الجبل والدفاع عنه "أيقونة صمودهم" في وجه الاستيطان.

وأوضح بدير أن الاحتلال يريد توجيه رسالة للأهالي، والشبان خاصة، أنه سيقتل كل من يصل إلى الجبل، لكن الأمر لم يرهبهم، مشددا على أن الأهالي لن يتراجعوا، بل ساروا نحو الجبل للدفاع عنه، رغم الانتشار المكثف لقوات الاحتلال.