فلسطين أون لاين

حوار "رحيّم": تصريحات الرجوب "توتيرية" ولا تخدم الوحدة.. وتغييب السلطة "الديمقراطية" يُعمِّق الأزمة

...
دمشق-غزة/ نور الدين صالح:

 

عدَّ عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ونائب رئيسها في إقليم سوريا راضي رحيّم تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب "توتيرية" وتؤثر سلبيا في العلاقة مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، وتُعيق إمكانية الوصول إلى تحقيق الوحدة الوطنية.

وزعم الرجوب في مقابلة تلفزيونية، أول من أمس، أن "حماس ليس لديها موقف واضح لجهة المضي نحو الشراكة الوطنية".

وأضاف رحيم في حوار خاص بصحيفة "فلسطين" أن تصريحات الرجوب تزيد حالة التوتر والاحتقان، وتنعكس على مجمل القضايا الوطنية بما يعيق إتمام المصالحة، كما أنها تعيق أي مبادرة يُمكن أن تصل بالشعب الفلسطيني إلى بر الأمان، والخروج من حالة الانقسام التي يعيشها على مدار السنوات الماضية.

وشدد على أهمية استعادة منظمة التحرير عافيتها لتجاوز حالة الانقسام التي دمّرت الشعب الفلسطيني وأعاقت إمكانية الوصول لاستراتيجية وطنية تمكنه من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي لانتزاع الحقوق الوطنية.

وجدد التأكيد على أهمية استعادة الوحدة من خلال حوار وطني شامل وصولا لإعادة بناء النظام السياسي على أسس ديمقراطية وبمشاركة كاملة من كل فصائل العمل الوطني، مشيرا إلى أن الوضع القائم في الساحة الفلسطينية لا يُمكّن شعبنا من الخروج من عنق الزجاجة والوصول لدور كفاحي في مواجهة الاحتلال.

وطالب بمزيد من الضغط الجماهيري على السلطة برام الله للوصول إلى وحدة وطنية تُخرج الحالة الفلسطينية من الانقسام إلى فضاء الوحدة الوطنية، داعيا إلى الخروج من الحالة القائمة المشحونة بالتشنجات، والتوقف عن التصريحات التوتيرية.

إلغاء جلسة "المركزي"

وفيما يتعلق بجلسة المجلس المركزي التي ألغتها حركة فتح، أرجع رحيم سبب الإلغاء إلى عدم توصل فصائل العمل الوطني داخل المنظمة وخارجها لاتفاق على جدول أعمال الجلسة، بما يفي بإعادة بناء النظام السياسي والانتخابات البرلمانية والرئاسية والاتفاق على استراتيجية وطنية.

ورأى أن عدم التوافق على جدول أعمال المركزي سيزيد الأمور تعقيدا في الساحة الفلسطينية، "ولن نتمكن كفلسطينيين من التقدم خطوات باتجاه بناء النظام السياسي أو معالجة حالة الانقسام ونتائجها".

وانتقد سياسة حركة فتح القائمة على التفرد وإقصاء الشخصيات الرافضة لبعض سياساتها، مستدلا على ذلك بعدم دعوة عدد من القيادات الفتحاوية مثل الأسير المحرر فخري البرغوثي، لحضور اجتماع المجلس الثوري للحركة الذي عُقد في الخامس من يناير/ كانون الثاني الجاري.

وأضاف "للأسف قيادة فتح والسلطة لم تمارس سياسة باتجاه توحيد الحركة، التي تضم تيارات مأزومة ومنقسمة على ذاتها"، مؤكدا أن إجراءات قيادة الحركة تنعكس سلبيا على العلاقة القائمة بين مكوناتها الداخلية.

وتابع "أي جسم منظم ومعافى في الحركة الوطنية ينعكس إيجابا على مجمل الأوضاع الفلسطينية، والعكس كذلك أيضا".

غياب الديمقراطية 

وحول واقع الضفة الغربية المحتلة وتكثيف السلطة حملاتها الأمنية، أكد رحيم أن غياب الديمقراطية في الحياة السياسية للنظام السياسي ينعكس بشكل حاد وخطير جدا على أوضاع الشعب الفلسطيني سواء المعيشية أو التي لها علاقة بالمواجهة مع الاحتلال.

وشدد على ضرورة توقف السلطة عن إجراءاتها ذات العلاقة بتكميم الأفواه وتغييب الصوت الحر، لما لها انعكاسات سلبية على الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية، منبها إلى أن الحرية الديمقراطية هي المخرج الرئيس لحل القضية الفلسطينية، والمدخل لتصويب العلاقة بين فصائل العمل الوطني.

وبيّن أن تحقيق الديمقراطية ينعكس إيجابيا على النظام الفلسطيني والاستعداد الكفاحي لدى الشعب في مواجهة سياسات الاحتلال.

وحول لقاءات قيادات السلطة مع الاحتلال، أشار إلى أن الشعب الفلسطيني جرّب نهج المفاوضات على مدار أكثر من ربع قرن، وما أسفرت عن تراجع القضية الوطنية وتغول الاحتلال.

ووصف اللقاءات بـ"الضارة" وأنها تنعكس سلبيا على أوضاع الفلسطينيين، كما أنها لم تقدم شيئا للسلطة يعينها على حكمها في الضفة الغربية.

وكان رئيس مخابرات السلطة ماجد فرج قد التقى مع وزير خارجية الاحتلال يائير لبيد، وناقشا قضايا أمنية فقط، حسب ما كشفت القناة 13 العبرية، مُقتديا بنهج رئيس السلطة محمود عباس الذي التقى وزير جيش الاحتلال بيني غانتس في منزل الأخير، قبل أسبوعين، حينما أكد له مواصلة سلطته التنسيق الأمني وملاحقة المقاومة في الضفة الغربية.