أطلق أسرى القدس والداخل في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ليلة أمس، مبادرة خاصة لوقف جرائم القتل (الثأر) في المدينة المقدسة والأراضي المحتلة عام 1948، والناجمة في غالبيتها عن مشاكل عائلية.
ووفق المبادرة التي نشرت تفاصيلها وكالة "قدس برس"، فقد قال الأسرى إنهم يتابعون "عن كثب ما يحصل في القرى والمدن من قتل وإراقة للدماء، على خلفية المشاكل العائلية".
وأكد الأسرى على خطورة ما يجري، وطالبوا كل العائلات والحمائل والعشائر المتخاصمة، بأن يمنحوا بعضهم البعض هدنة لمدة عام، "لا يُفتح خلاله أي جرح".
ودعوا إلى "تشكيل هيئة إصلاحية عامة؛ تجمع بين القدس والداخل المحتل، مكونة من رجال الإصلاح والشخصيات الاجتماعية والوطنية ورجال الدين".
وحدد الأسرى المهمة الأولى لهذه الهيئة، بالقيام بـ"إصلاح عام، من خلال نشر الثقافة والوعي اللازم لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد أعمار الناس في بلداتنا العربية".
وتابعوا: "الأهم هو الإصلاح بين كل العشائر والحمائل والعائلات المتخاصمة، وعقد رايات الصلح، وإعادة الحقوق لأهلها بكل الوسائل الممكنة".
ولفتوا إلى أن "ما يحصل في القرى والبلدات، ناجم عن تربص ومكائد تريد أن تحطم النسيج المجتمعي والوطني؛ لحرف البوصلة عن مسارها الطبيعي"، داعين إلى "عدم الاحتكام للعنف والقوة في حل الخلافات والنزاعات والخصومات، فوسائل إعادة الحقوق عديدة وكثيرة، وأولها عدم الدخول بما يسبب هذه النزاعات" وفق قولهم.
وطالب الأسرى بـ"منع استخدام السلاح، بكل أنواعه وأشكاله، في النزاعات والخلافات"، معتبرين من يستخدمه "خارجاً عن المنظومة الوطنية والأخلاقية، وسيتم التعامل على أنه عدو للجميع" حسب تعبيرهم.
وأضافوا: "ندعو كل رجال الإصلاح؛ أن يكون المسجد الأقصى هو ساحة لعقد راية الصلح والإصلاح، وندعو أهل القدس وشبابها إلى احتواء واحتضان جهود الإصلاح، والمساهمة الفعلية في تحقيقه".
وختم الأسرى مبادرتهم بالقول: "ندعوكم من داخل الزنازين المظلمة، ونحن مقيدون مكبلون، لتُلبّوا نداءنا ورجاءنا، فلا تردونا خائبين".
وازدادت جرائم القتل في الداخل المحتل بشكل مقلق للغاية، وغالبيتها اقتُرفت باستخدام السلاح الناري، وأخرى ارتكبت بالاعتداء والطعن بالسكاكين، والآلات الحادة، والدهس، وغيرها، وفق مراقبين أكدوا أن شرطة الاحتلال تتقاعس عن القيام بدورها في كبح جماح هذه الظاهرة.
يُشار إلى أن فلسطينيي الداخل المحتل، الذين أطلق عليهم الاحتلال تسمية "عرب 48"، هم من أحفاد نحو 160 ألف فلسطيني بقوا في أراضيهم بعد إقامة دولة الاحتلال المزعومة في العام 1948، وما زالوا يعيشون داخل حدود (خط هدنة الـ48)، ويملكون الجنسية (الإسرائيلية)، ويزيد عددهم عن تسعة ملايين نسمة، وفق بيانات صدرت عن سلطات الاحتلال.
أسرى القدس والداخل المحتل يطلقون مبادرة لوقف "جرائم الثأر"
فلسطين أون لاين