لقد عايش محور المقاومة على جبهاته الشمالية والجنوبية معارك طاحنة مع كيان العدو الصهيوني امتدت لعقود، قبل وبعد العدوان السافر على لبنان الشقيق واحتلال جنوبه عام 1978 , التي امتدت حتى دحره عام 2000 تحت ضربات المقاومة الإسلامية اللبنانية ورأس حربتها حزب الله، وحتى تموز من عام 2006، تلك المعارك المجيدة التي حقق فيها رجاله الأماجد انتصارات تسجل في أنصع أسفار التاريخ الإسلامي المقاوم. وكان حزب الله يقاتل على تلك الجبهة وحيدا وقد أراد العدو بذلك الاستفراد بكل ميدان حتى يتسنى له إنجاز أهدافه السياسية التي يريد.
وهذا ما أقدم عليه أيضا جنوبا حين اجتاح الضفة الفلسطينية المحتلة عام 2002 بعدوان " سوره الواقي " وصمود وتضحيات جيننغراد الممتدة حتى الغد.
كما أن غزة العزة والشموخ عاشت ذاك المخاض الدامي قبيل ذلك في الخامس والعشرين من حزيران في عام 2006 حين خاض فرسان كتائب الشهيد عز الدين القسام وفصائل المقاومة الأخرى فجر يوم مجيد معركتهم البطولية التي وسمت بـ "الوهم المتبدد".
وتستمر على الجبهة الجنوبية ملاحم النزال مرورا بمعارك الفرقان وليس انتهاء بسيف القدس المشرع أبدا ما بقي يهودي مستوطن واحد على التراب الوطني الطهور.
وتدرك فصائل ودول محور المقاومة وبالتنسيق فيما بين أركانها، بل وتستخلص دروسا جديدة من بينها حرمان العدو من الاستفراد بأطرافها في حال ارتكابه أي مغامرات أو حماقات قادمة.
وقد أعلن قادة المقاومة شمالا وجنوبا وعلى نحو جلي أن أي عدوان استراتيجي يستهدف المس بالمسجد الأقصى المبارك سيكون وبالا على الكيان الاستيطاني في فلسطين المحتلة، فمحور المقاومة يؤكد أن سيناريو المعارك القادمة سيهدف إلى تشتيت قواه وتفتيت زخم نيرانه وإحداث اختراقات واسعة وذات بعد يشق طريقه عميقا وعلى غير جبهة وفرض قواعد اشتباك غير مسبوقة معه، معارك تتدحرج إلى حرب ضروس تتشكل معها جبهات قتالية ثلاث شمالا مع حزب الله وفي قلب العدو في الضفة الفلسطينية المحتلة وعلى جبهة المقاومة المظفرة في قطاع غزة، في الوقت الذي قام فيه شعبنا الفلسطيني المرابط في وطنه بتمرينه العملي لذلك حين فتح جبهاته في الضفة وغزة وبمساندة وتضحيات شعبنا الصامد المنغرس في أرضه التي احتلت عام 1948.
ويعلم العدو الصهيوني يقينا أن هذه المعارك وفي ميادين القتال المتعددة ستدك أهدافا استراتيجية تتمثل في المطارات العسكرية والمدنية، والبنى التحتية، ومحطات توليد الكهرباء والطاقة، والموانئ، ومصفاة النفط في خليج حيفا، ومخازن الأمونيا، ومستودعات البترو كيمياويات، والمعسكرات ومخازن الأسلحة، ووزارة الدفاع " الكرياه "، ورئاسة الأركان، وتجمع وحشودات قواته المختلفة والأهداف المستجدة الأخرى، وهي في جلها معلومة ومحملة على بنوك الأهداف شمالا وجنوبا.
والعدو يعترف بأن محور المقاومة يمتلك مخزونا وقدرة صاروخية ضخمة تغطي كل مساحة الوطن المحتل وبرؤوس تدميرية بالأطنان وبدقة عالية.
وسيكون للأنفاق فعلها المجرب والأكيد، بل ويعلن العدو أن طائرات الدرونز بصنوفها المتعددة ستكون سيدة الحرب القادمة.
بل ويخشى جيش الاحتلال النازي أن تمتد هذه المعارك لتشمل ميادين قتال متعددة لجبهات أخرى في سوريا والعراق وإيران نزولا إلى الجبهة الشعبية الأردنية.
تطورات ممكنة ومتوقعة والمبشرات لا تحصى والمؤشرات تترا.