فلسطين أون لاين

وجهت ضربات قوية "للشاباك" و"للموساد"

"الأجهزة الأمنية" بغزة.. سد حماية من عبث استخبارات الاحتلال

...
غزة/ يحيى اليعقوبي:

أثبتت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، قدرتها على مواجهة أجهزة استخبارات الاحتلال وإفشال مخططاتها الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني والكشف عن خيوطها وفهم تفكيرها وإحباط مخططات تجنيد العملاء.

في كثيرٍ من المحطات شكلت وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية، جدار حماية للشعب الفلسطيني من عبث استخبارات الاحتلال، فرغم طائرات الاستطلاع والتجسس الإسرائيلية التي لا تفارق سماء غزة والتفوق التكنولوجي للاحتلال، وتدمير مقرات الوزارة خلال الحروب العدوانية على قطاع غزة واستشهاد مئات الضباط وعلى رأسهم وزير الداخلية سعيد صيام، فإن الوزارة حققت إنجازات أمنية على صعيد مواجهة جهاز استخبارات الاحتلال (الموساد) وكذلك في مواجهة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك).

آخر إنجازات وزارة الداخلية، إلقاؤها القبض على متورط في جريمة اغتيال الدكتور فادي البطش، يعمل لصالح جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (موساد) في ماليزيا عام 2018.

حدث اغتيال البطش يسلط الضوء على العديد من الإنجازات الأمنية التي حققتها الداخلية، كان من ضمنها نشر الوزارة في 29 إبريل/ نيسان 2018، تفاصيل جريمتي محاولة اغتيال اللواء توفيق أبو نعيم وكيل وزارة الداخلية السابق في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، وتفجير موكب رئيس حكومة رام الله السابق رامي الحمد الله بتاريخ 13 مارس/ آذار 2018، والتي أريد من ورائهما تخريب جهود المصالحة الداخلية الفلسطينية.

وتضمنت التفاصيل نشر اعترافات عدد من المتورطين في الجريمتين.

بقيت جريمة اغتيال الاحتلال الإسرائيلي الأسير المحرر مازن فقها في 24 مارس 2017 حدثا فارقا في تاريخ الشعب الفلسطيني، عن طريق أحد عملائه باستخدام مسدس كاتم للصوت.

فتمكنت الوزارة خلال أربعين يومًا فقط من الوصول إلى الجناة، وإلقاء القبض عليهم، وتقديمهم للمحاكمة، وبذلك طوت الأجهزة الأمنية صفحةً خطيرةً أراد الاحتلال لها أن تكون بداية مرحلة جديدة لزعزعة الحالة الأمنية.

من الإنجازات التي تحسب للوزارة أيضاً، وقوع قوة إسرائيلية خاصة من وحدة "سيرت متكال" في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، في شباك المقاومة الفلسطينية شرق مدينة خان يونس، وبرزت هنا وحدة التعاون بين أمن المقاومة ووزارة الداخلية، وصولًا إلى اكتشاف "الكنز الاستخباري" الذي تحصلت عليه المقاومة من معلومات.

كذلك كشفت "خلية موجّهة" من الاحتلال الإسرائيلي في 3 يوليو/ تموز 2020، في أثناء قيامها بعمل تخريبي ضد عناصر المقاومة، واعتقلت أفرادها، وصادرت معدات تقنية ومبالغ مالية تابعة لها.

من الأحداث التي يمكن التوقف عندها، وقوع انفجار بقارب صيد في بحر خان يونس جنوب قطاع غزة في مارس/ آذار 2020، أسفر عن استشهاد ثلاثة صيادين من عائلة "اللحام"، وقد كشفت الأجهزة المختصة وبالأدلة القاطعة، أن الحدث ناتج عن انفجار حوامة "كواد كابتر" إسرائيلية مثبت عليها عبوة شديدة الانفجار، بعد أن علقت في شباك الصيادين.

تغيير في العمل

الخبير الأمني د. إبراهيم حبيب أن كشف المتورط باغتيال البطش، يعد تغييرًا مهمًا في العمل الاستخباري في قطاع غزة.

وقال حبيب في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": "هذا يعد انتصاراً للمقاومة على الموساد الإسرائيلي، ويظهر تطورًا كبيرًا في أداء الأجهزة الأمنية في غزة"، مؤكدًا أن هذه الإنجازات تعطي ثقة للشعب الفلسطيني بوزارة الداخلية بأنها قادرة على مواجهة الأخطار الأمنية وإفشالها.

وأضاف أن هذا "يظهر بوضوح أن حالة المواجهة الميدانية بين الأجهزة الامنية في غزة من جهة وأجهزة الموساد والشاباك على أشدها، والتي أظهرت محطات مختلفة تفوق أمن غزة".

جدار حماية

إنجازات وزارة الداخلية لم تقتصر على صعيد الصراع مع الاحتلال بل هناك إنجازات أخرى وفق المختص الأمني محمد أبو هربيد، بالحد من الجرائم الداخلية وفرض النظام، وقال: "واضح أن هناك قدرة على التصدي لكل محاولات اختراق جبهة غزة أو محاولة النيل من المقاومة سواء بالداخل أو الخارج".

وأضاف أبو هربيد لـ"فلسطين أون لاين": "هناك تنامٍ في قوة الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالتعاون أيضًا مع أجهزة أمن المقاومة في مواجهة الاحتلال وأجهزة استخباراته، كشفت عن المتورطين في اغتيال قيادات فلسطينية مثل مازن فقها، والقبض على عملاء في قضايا اغتيال شخصيات عملت وقادت العمل المقاوم خلال فترات سابقة".

وتابع أن الأجهزة الأمنية في غزة، أصبحت على مسافة صفر من معركة صدام مباشرة مع جهاز استخبارات الاحتلال (الموساد) الذي له باع طويل في تنفيذ مهام خاصة كان آخرها اغتيال الدكتور فادي البطش.