فادي البطش رحمه الله، العالِم المبتكر المبدع، ابن غزة العزة والصمود، امتدت له يد الاغتيال والإثم قبل سنوات، عندما كان متوجها لصلاة الفجر في أحد مساجد ماليزيا، حيث كان يعمل مدرسا جامعيا. اليد الآثمة ليست يدا واحدة، بل هي مجموعة من الأيادي الآثمة، بعضها من الموساد الصهيوني، وبعضها من عملاء الموساد من غزة.
اليد العميلة باعت نفسها للعدو بثمن بخس، ربما دراهم معدودات، أو نزوة شيطان عابرة، وفي النهاية سقط العميل المتهم وألقت شرطة غزة وأجهزة الأمن عليه، من خلال عملية معقدة استغرقت سنوات وجهود بشرية كبيرة، عمل أصحابها ليلا ونهارا بصبر لا ينضب، وتوكل دائم على الله علام الغيوب.
الشكر أولا لله سبحانه على التوفيق الذي أسداه لغزة بكشف الشريك المحلي في عملية الاغتيال، والشكر ثانيًا لأجهزة الأمن والشرطة التي تمكنت من فك شفرة عملية الاغتيال بصمت ودون ضجيج حتى تمكنت من الشريك المتهم بالمساعدة في عملية الاغتيال، وبالطبع ينتظر الرأي العام في غزة تفاصيل إضافية عن عملية الاغتيال المعقدة، وعن عملية إلقاء القبض على المتهم الأكثر تعقيدا وسرية.
نِعمَ العقيدة الأمنية التي يتحلى بها رجال الأمن والشرطة بغزة. نِعمَ العقيدة التي تحمي ظهر المقاومة بكل ممكن ومستطاع. نعم العقيدة التي تصون حقوق المواطنين الفلسطينيين داخل غزة وخارجها بكل ممكن ومستطاع. اليوم يشعر كثيرون براحة حيث يجدون أجهزة أمنية وشرطية تسهر على راحتهم وتوفر لهم الأمن المناسب، رغم الحصار وقلة الموارد وشراسة العدو، وأذرعه من العملاء والمتخابرين. رحم الله فادي البطش وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر، وحفظ الله شعبنا من العدو ومن عملاء العدو، آمين.