فلسطين أون لاين

تقرير "بكير".. لاحقه الاحتلال وهدده بالاغتيال فاختار المواجهة والاستشهاد

...
نابلس-غزة/ أدهم الشريف:

 

كان استشهاد بكير حشاش من مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، على يد عناصر قوة خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمرًا متوقعًا حدوثه له ولأفراد عائلته وأصدقائه المقربين.

لقد وضع جنود الاحتلال الإسرائيلي نصب أعينهم اغتيال بكير بسبب نشاطه المقاوم، وقد بات في نظرهم يشكل خطرًا كبيرًا عليهم في إثر مشاركته في سلسلة اشتباكات مسلحة ضدهم وفق ما ذكر أقرباؤه.

الساعات الأولى من فجر الخميس 6 يناير/ كانون الثاني الحالي، لم يكن عاديًا في مخيم بلاطة، إذ تخللته اشتباكات بعد اقتحام قوة من جيش الاحتلال أطراف المخيم لاعتقال أحد الشبان.

على الفور، استل بكير سلاحه من نوع "كارلو" المصنع محليًا ومعه رصاصاته وخرج مسرعًا ليشتبك مع جنود الاحتلال حتى آخر رصاصة كانت بحوزته.

وبحسب بشير حشاش، عم الشهيد بكير، فإن الأخير كان قد سحب قرضًا من مؤسسة محلية بقيمة 3200 شيقلا، وقرر شراء سلاح "الكارلو" بمبلغ 2000 شيقل، ورصاص خاص به بقيمة 1200 شيقل.

ويضيف بشير لصحيفة "فلسطين"، أن بكير تمكن من خوض 7 اشتباكات مسلحة ضد قوات الاحتلال بالسلاح والرصاص الذي اشتراه. وفي آخر اشتباك نفدت الذخيرة التي يملكها وعندها مباشرة أصابته رصاصة إسرائيلية في منطقة الفم وخرجت من الرقبة، ليستشهد فيما بعد.

ويكمل عم الشهيد أن مخابرات الاحتلال هددت في وقت سابق باغتيال بكير، واتصلت به شخصيًا وهددته مباشرة وطالبته بتسليم نفسه، فرفض ذلك، وبقي مطاردًا منذ ما يزيد على الشهر.

ويقول بشير، وهو أسير محرر من سجون الاحتلال: إن ما تعرض له بكير عملية اغتيال مدبرة، خاصة أن جنود الاحتلال دائمًا ما كانوا يحاولون اقتحام المخيم بحثًا عنه وعدد آخر من المطلوبين.

وتروي صابرة والدة الشهيد بكير تفاصيل الساعات الأخيرة، إذ شهدت تلك الليلة عودة نجلها متأخرًا إلى بيته، فالتقى بها وطلب منها أن تعد له فنجانًا من القهوة. لم يمكث كثيرًا بعدها داخل البيت وخرج مسرعًا في إثر إطلاق النيران الذي سمعه الشاب البالغ (20 عامًا) في المخيم.

لم يشرب بكير القهوة لخروجه مسرعًا نحو الاشتباكات الحاصلة، على أن يعود بعد وقت قصير.

لكن لم تمضِ دقائق على ذلك حتى اشتدت الاشتباكات، وقالت الأم حينها: إطلاق النار هذا من بكير، وعندها توقعت أن نجلها استشهد. ولم تمضِ ساعات حتى أبلغت العائلة باستشهاد بكير.

ويوضح عم الشهيد أن عائلة بكير تعيش ظروفًا اقتصادية صعبة، وهي تسكن في منزل يكاد يتسع لأفرادها بمخيم بلاطة التي يتعرض لحملات وهجمات أمنية مستمرة.

وبكير توفي والده وعمره 4 أعوام، وله 3 أشقاء، جميعهم محررون. وكان أحد أعمامه استشهد بنيران الاحتلال قبل سنوات.

وأكمل بشير، عم الشهيد أن مخيم بلاطة يتعرض لحملة تحريض إسرائيلية مستمرة، ويتزامن مع ذلك حملات مداهمة تشنها قوات جيش الاحتلال وتهدف إلى اعتقال من تعدهم "مطلوبين" لها بسبب نشاطهم المقاوم ضدها.

وانتشرت صور الشهيد بكير حشاش وينتمي لكتائب شهداء الأقصى، على نطاق واسع في مواقع التواصل مع العديد من المنشورات المؤيدة للعمل المقاوم ضد جيش الاحتلال.