فلسطين أون لاين

دراسة جديدة: تغيُّرات جذرية في نظرة المجتمع الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية

...

 

أظهرت دراسة تحليلية أجراها مركز الدراسات السياسية والتنموية تنامي التأييد للقضية الفلسطينية، كما بيّنت مدى تحول الثقل السياسي في الحزب الديمقراطي بشأن القضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة.

وأوضحت الدراسة أن هذا التعاطف جاء لأسباب عدة أهمها: التنوع الديمقراطي في الكونغرس، وضغط الشارع، والرأي العام العالمي والإعلام، والمشاهير، ومنصات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك" و"إنستغرام" و"تليغرام"، بالإضافة إلى انقسام الحزب الجمهوري.

ولفتت إلى أن هذا التحول جذري ومزلزل، ويزيد تعاطف الأجيال الأصغر مع الفلسطينيين، وهذه الهوة العمرية أصبحت واضحة تماما داخل الحزب الديمقراطي.

بدوره قال مؤسس "مجلس المسلمين-الأمريكيين من أجل فلسطين" حاتم بازيان: إن هناك تغيرات جذرية في نظرة المجتمع الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية نتيجة عمل تراكمي على مدار 30 عامًا.

وبشأن دلالات تنامي التعاطف مع الحق الفلسطيني في أمريكا، قال بازيان: "ليست المظاهرات وحدها هي التي غيرت الرأي العام الأمريكي، وأظن أن العمل لفلسطين في الولايات المتحدة هو عمل تراكمي بدأ منذ زمن بعيد خلال 20 سنة وأكثر، وأدى إلى تغيير جذري في النظرة ليس فقط إلى المسلمين ولكن أيضًا للقضية الفلسطينية.

وأضاف أن "هناك مؤسسة كبيرة أُنشئت في 1992 هي (الطلاب من أجل العدالة لفلسطين) التي أصبحت الآن في أكثر من 220 جامعة في أمريكا، وعملت دومًا على تثقيف الناس عن القضية الفلسطينية، والأخذ بحملة المقاطعة في الجامعات، التي بدأت تعطي نجاحًا، لذا يجب النظر إلى 30 سنة من العمل الدؤوب الذي أدى إلى النتائج التي نراها اليوم، وأظن أن هذا التغيير ليس له رجعة".

وخلصت الدراسة إلى خطوات من شأنها أن توظف ذلك التنامي لخدمة القضية الفلسطينية، أولها: العمل على التواصل المستمر مع الجمعيات والمؤسسات والنقابات والجاليات والأشخاص المناصرين للقضية الفلسطينية، من خلال شخصيات وطنية غير محسوبة على أي تنظيم سياسي، وتصدير شخصيات شبابية وطنية قادرة على توظيف التعاطف المتنامي لصالح القضية الفلسطينية.

وثانيها: العمل على رصد جميع التصريحات والمواقف المؤيدة للقضية الفلسطينية وإعادة نشرها على شكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة باللغة الإنجليزية، لإنشاء رأي عام مناصر لهذه المواقف داخل المجتمع الأمريكي.

وثالثها: العمل على تشكيل لوبي داعم للقضية داخل المجتمع الأمريكي، وخاصة داخل الجامعات، واستخدام الجاليات المناصرة والمتعاطفة مع فلسطين في هذا الأمر، والعمل على دعم الأنشطة التي تبرز معاناة الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال.

ورابعها: العمل على إعداد ماكنة إعلامية متخصصة باللغة الإنجليزية تعكس مدى معاناة الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال منذ 63 عامًا، وتسليط الضوء على القضايا التي تكسب تعاطف الشعوب كـ (المعاناة الإنسانية للأسرى داخل سجون الاحتلال- تقييد حركة المواطنين عبر الحواجز المنتشرة في الضفة الغربية- الحصار المفروض على 2 مليون إنسان داخل قطاع غزة "عقاب جماعي"- هدم منازل المواطنين وتشريدهم في الضفة والقدس- ابتلاع الأراضي الفلسطينية في الضفة والقدس عبر الاستيطان- جدار الفصل العنصري- حالات القتل الجماعي وقتل الأطفال) ونشرها داخل الإعلام الموجه للمجتمع الأمريكي.

وختمت الدراسة بأن التفاعل مع القوى التقدمية وحالة التعاطف المتنامية، وإعادة صياغة القضية الفلسطينية في لغة قضايا القرن الحادي والعشرين، والعمل على تصعيد النخب الشابة القادرة على التفاعل بشكل إيجابي مع المجتمع الدولي، قد يفرض زخمًا ورأيًا عامًّا داعمًا لممارسة المزيد من الضغط على الحزب الحاكم داخل الولايات المتحدة، وبالتالي على "إسرائيل".

المصدر / فلسطين أون لاين