فلسطين أون لاين

دعوات لمقاطعتها

"لجنة المخاتير".. ذراع الاحتلال لضرب النسيج الاجتماعي في القدس

...
القدس المحتلة-غزة/ نور الدين صالح:

تتعدد الأساليب والوسائل التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لضرب النسيج الاجتماعي بين المقدسيين، إذ شكلت بلدية الاحتلال في مدينة القدس، وبالتعاون مع مخابراته أخيراً، "لجنة المخاتير" لتكون "حلقة وصل" بين الاحتلال والمقدسيين، تحت ذريعة حل المشكلات في القدس وأحيائها، لكنَّ المقدسيين يرفضونها ويدعون لمقاطعتها.

هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس، أكدت أن تشكيل قائمة من المخاتير في كل الأحياء والبلدات بالقدس، البالغ عددهم 20 مختاراً انتقاهم جهاز مخابرات الاحتلال بعناية، يندرج في إطار الحرب الشاملة والوجودية على المقدسيين عبر تمزيق النسيج الاجتماعي.

وقالت الهيئة في بيان صحفي، إن هذه الخطوة تندرج ضمن محاولة تصديرهم للمشهد الاجتماعي ليكونوا مرجعية المقدسيين، وليسهموا في حل المشكلات العائلية ونزاعات ملكيات الأراضي كمدخل لنفوذهم وسيطرتهم.

وبيّنت أن الاحتلال يهدف لجر المقدسيين إلى المشاركة في احتفالات بلديته ومهرجاناتها وبرامج "التعايش" التابعة لها، فتصبح هي المرجعية الفعلية للحياة الاجتماعية المقدسية عبر أولئك المخاتير.

وحذّرت الهيئة من دور بعض المخاتير وتعاونهم مع "المراكز الجماهيرية" التابعة لبلدية الاحتلال في تمرير مخططات هيكلية ومخططات التسوية من خلال إغراء الناس بمصالح مادية فردية؛ وهي كلها أوهام نفعُها مؤقت لكنها تنتهي إلى تعزيز سيطرة بلدية الاحتلال لتزيد من وتيرة الطرد والهدم والاستيطان والعدوان على المسجد الأقصى المبارك والمقابر والأوقاف والكنائس.

ودعت أبناء القدس وكل فلسطين إلى المقاطعة الشاملة لأولئك المخاتير، على المستوى الاجتماعي والمادي والمعنوي، باعتبارهم ممثلين مباشرين للاحتلال محسوبين عليه وليسوا جزءاً من صفنا الوطني والمقدسي بأي حال.

ذراع الاحتلال

يقول مدير مؤسسة المقدسي لتنمية المجتمع في القدس معاذ الزعتري، إن بلدية الاحتلال اعتادت تشكيل لجان مخاتير، من أجل تنفيذ قراراتها على المقدسيين، وتحت ذريعة حل الإشكالات التي يعانونها.

وأوضح الزعتري خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، أن هذه اللجنة لا تحظى بقبول المقدسيين، معتبراً "اللجنة" ذراع الاحتلال في القدس، لتنفيذ قرارات التهويد ومصادرة الأملاك وشراء العقارات.

وبيّن أن أعضاء اللجنة موظفون لدى الاحتلال ويتقاضون رواتبهم منه.

ورأى الزعتري أن الاحتلال تجرّأ على هذه الخطوة في ظل غياب الإطار الفلسطيني الجامع في القدس، إضافة إلى تقييد عمل المحافظة، معتبراً أن المدينة المقدسة تعيش "حالة استثنائية".

بدوره رأى رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر، أن هذه الخطوة تندرج ضمن محاولة سلطات الاحتلال إحكام القبضة على القدس، بهدف الاحتيال على الوجود العربي والسيطرة الكاملة، مشيراً إلى أنها ليست المحاولة الأولى من نوعها.

خطوة خطيرة

وأوضح خاطر خلال حديثه مع "فلسطين"، أن الاحتلال يبحث عن وسائل لترويض المقدسيين، وإيجاد موطئ قدم له في المدينة المقدسة، "وهذا ليس من السهل تطبيقه"، وفق رأيه.

واعتبر أن الخطوة "مشبوهة وخطيرة"، مستبعداً إمكانية نجاحها في ظل الرفض المقدسي للتعامل معها، كونها جاءت بمبادرة إسرائيلية.

وبيّن أن الاحتلال يريد الوصول لوسيلة للتدخل في الوضع المقدسي والوجود في المدينة المحتلة، لذلك ذهب باتجاه تشكيل لجنة المخاتير كحلقة وصل مع المقدسيين.

وأشار إلى أن الشخصيات المقدسية ترفض الفكرة وتضع عليها علامات استفهام، خاصة أن الاحتلال ذاهب باتجاه مزيد من السيطرة وتجريد الفلسطينيين من مظاهر السيادة في القدس.