قائمة الموقع

الانتخابات العامة.. حلم الديمقراطية معطّل حتى إشعار آخر

2022-01-08T12:44:00+02:00
وقفة منددة بتعطيل الانتخابات (أرشيف)

عندما أجريت أول انتخابات رئاسية وتشريعية في الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1996، توقع الفلسطينيون أنها ستجري دورياً كل 4 سنوات، بما يسمح بالتداول السلمي للسلطة.

لكن ما جرى هو العكس تمامًا، حيث أجريت ثاني انتخابات رئاسية عام 2005 لاختيار رئيس جديد للسلطة بعد وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وثاني انتخابات للمجلس التشريعي عام 2006، والتي فازت حركة المقاومة الإسلامية حماس بأغلبية مقاعده، الأمر الذي لم يرق لرئيس السلطة محمود عباس.

منذ ذلك الحين لم تُعقد انتخابات فلسطينية عامة، رغم إصدار قرارات ومراسيم عديدة تقضي بإجرائها، قبل أن يعود عباس لتعطيلها في اللحظة الأخيرة.

ففي عام 2005 ألغت السلطة الانتخابات البلدية في مدينتي غزة والخليل، وفي عام 2012 عطلت إجراء الانتخابات المحلية في قطاع غزة، وفي عام 2016 قررت السلطة إلغاء الانتخابات المحلية.

وفي 2019، عطلت السلطة إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية إلى أجل غير مسمى رغم مطالبة الشعب الفلسطيني بإجرائها، واتفاق الفصائل وأمنائها العامين في عدة لقاءات على وجوب عقدها واحترام نتائجها.

وفي مارس/ آذار 2021، عطلت السلطة إجراء انتخابات النقابات والاتحادات والمنظمات الشعبية.

انتكاسة ديمقراطية

الانتكاسة الأكبر كانت عام 2021، عندما قرر عباس في إبريل/ نيسان تعطيل الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني حتى إشعار آخر، بزعم عدم موافقة الاحتلال الإسرائيلي على إجرائها في القدس المحتلة، وهو ما يفنده مراقبون، مؤكدين أن القدس "مجرد شماعة"، ودليل ذلك إجراء السلطة انتخابات قروية جزئية بدون القدس في ديسمبر 2021، وأن رئاسة السلطة وحركة فتح متخوفتان من نتائج الانتخابات المقبلة.

ويفسر المحلل السياسي نشأت الأقطش سلوك رئاسة السلطة بشأن الانتخابات، بأنها لا تريد تحقيق التداول السلمي للسلطة، وتحاول إيهام المواطنين أنها تسعى لإجراء انتخابات، الهدف منها فقط منح نفسها شرعية الحكم.

وأضاف الأقطش لصحيفة "فلسطين" أن الانتخابات عندما تجرى ويتوافق الشعب على نتائجها، تصبح مقدسة لا يجوز إلغاؤها أو تعطيلها.

وتابع أنه بعد تعطيل عباس الانتخابات الرئاسية والتشريعية العام الماضي، لم يعد شعبنا ينتظر إجراء أي انتخابات باتت وسيلة لتعزيز شكليات متهالكة، مؤكدا ضرورة مواصلة العمل للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي.

حوار

وقال عضو التجمع الوطني الديمقراطي عمر عساف، إن سلوك السلطة وقرارات رئيسها فيما يتعلق بالانتخابات، وخاصة التي كان مقرر إجراؤها العام الماضي، يفسر بأن عباس وفريقه يريدون انتخابات مضمونة النتائج تضمن بقاءهم على عرش السلطة، بالتالي أي انتخابات غير مضمونة تشكل خطرا على وجودهم ومكانتهم.

وذهب عساف إلى ما كشفته استطلاعات الرأي التي أظهر آخرها حصول عباس على 13 بالمئة من الأصوات حال جرت الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن تبرير السلطة تعطيلها بسبب القدس "غير منطقي".

وأردف من يريد انتخابات في القدس يتحدى الاحتلال ولا يستجيب لشروطه، ويبحث ويحاور مكونات المجتمع.

ورأى أهمية تنصل السلطة من اتفاق "أوسلو" وتبعاته.

وقوبل تعطيل عباس الانتخابات برفض وتنديد فلسطيني واسع، وفعاليات في غزة والضفة الغربية، أعقبها اغتيال أجهزة أمن السلطة مرشح قائمة "الحرية والكرامة" الناشط السياسي نزار بنات في 25 يونيو/ حزيران 2021، ما أثار حالة غضب واسعة بين الفلسطينيين.

اخبار ذات صلة