فلسطين أون لاين

تقرير أهالي الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم.. الاحتلال يقتلهم مرتين

...
مقابر الأرقام (أرشيف)
غزة/ جمال غيث:

يُعلِّق ذوو الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم في "مقابر الأرقام" آمالا عريضة لاسترداد رفات أبنائهم واحتضانها وإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم، قبل مواراتهم الثرى.

 

لا يكتفي الاحتلال بارتكاب جرائمه بحق الأسرى الذين ارتقوا شهداءً بسبب سياسة الإهمال الطبي التي ينتهجها ضدهم داخل أسوار السجن، بل يصر على مواصلة جريمته باحتجاز جثامينهم، ويرفض تسليمها لذويهم.

وفي ذكرى يوم الشهيد الفلسطيني الذي يوافق السابع من يناير، يواصل الاحتلال احتجاز جثامين ثمانية أسرى ارتقوا شهداءً في الأسر هم: أنيس دولة من قلقيلية وجثمانه محتجز منذ عام 1980، وعزيز عويسات من القدس استشهد عام 2018، وفارس بارود من غزة، ونصار طقاطقة من بيت لحم، وبسام السايح من نابلس وجثامينهم محتجزة منذ 2019، وسعدي الغرابلي من غزة وكمال أبو وعر من جنين، وجثماناهما محتجزان منذ 2020، وسامي العمور من غزة.

ظلمات السجن

وتنظر فايزة بارود بين الفينة والأخرى إلى صورة شقيقها "فارس" المحتجز جثمانه في "مقابر الأرقام" منذ استشهاده بزنزانته في 6 فبراير/ شباط 2019، وعلى أحر من الجمر تنتظر تسلم جثمانه، للصلاة عليه وزفه في جنازة تليق به ومواراته الثرى.

تقول بارود لصحيفة "فلسطين": تمر علينا ذكرى يوم الشهيد الفلسطيني، وقد تحررت روح شقيقي من ظلمات السجن، ولا يزال جسده أسيرًا يرفض الاحتلال تسليمه رغم الضغوط عليه، فهو يحاول إرسال رسالة للشعب الفلسطيني بالتسليم بالأمر الواقع، وعدم مقاومته لتجنب الاعتقال واحتجاز الجثمان، "لكن شعبنا لن يتوقف عن المقاومة، ولن يسلم بالأمر الواقع، وسيواصل العمل حتى استرداد أرضه وطرد المحتلين منها".

ويتابع أنور العمور مع الجهات المعنية للضغط على الاحتلال لتسليم جثمان شقيقه الأسير الشهيد "سامي" الذي استشهد بزنزانته في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، بعد تعرضه لسياسة الإهمال الطبي.

ولفت العمور لـ"فلسطين" إلى أن العائلة ليس لديها أي معلومة عن موعد تسلُّم جثمان ابنها، لكنها على أمل بذلك قريبًا، داعيًا المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية للضغط على الاحتلال لتسليم جثامين الأسرى الشهداء، ووقف سياسة احتجازها.

وأضاف أن عائلته تنتظر كل يوم "خبرًا يشفي غليلها" عن جثمان ابنها، لِتُقَبِّلَه وتلقي عليه نظرة الوداع الأخيرة، ثم مواراته الثرى، والتمكن من زيارة قبره بعدما حرمها الاحتلال منه طوال فترة اعتقاله.

ولم تفلح المناشدات التي أطلقتها عائلة الأسير الشهيد سعدي الغرابلي، الذي ارتقى داخل سجنه في 8 يوليو/ تموز 2020 في استرداد جثمانه.

وكان الاحتلال قد حكم على الغرابلي بالسجن المؤبد مدى الحياة، بعد إدانته بقتل أحد الضباط الإسرائيليين عام 1994 في (تل أبيب). وعاني الغرابلي خلال سنوات اعتقاله مرض السرطان.

وصمة عار

واعتبر مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين عبد الله قنديل استمرار الاحتلال في احتجاز جثامين الأسرى الشهداء "جريمة حرب بحق الإنسانية"، ووصمة عار تلاحق المحتل، مضيفا: "ألا يكفي جريمة الاعتقال وفقدانهم حياتهم بسبب الإهمال الطبي ليتم احتجاز جثامينهم؟".

وحث قنديل في حديث لـ"فلسطين" المؤسسات الدولية على تبني قضية استعادة جثامين الشهداء، "لأنها باتت طي النسيان" وإعادة الاعتبار للشهيد الفلسطيني ودفنه بجوار أهله وذويه، والعمل من أجل الكشف عن جثامين الشهداء والأماكن التي يحتجزون بها.

وطالب المؤسسات الدولية الإنسانية والحقوقية بالتحرك الجاد والسريع وتحمل مسؤولياتها لاستعادة جثامين الشهداء والأسرى، ووضع حد لهذه الجريمة الإسرائيلية.