فلسطين أون لاين

توافق اليوم الذكرى الـ 26 لاغتياله

المهندس عياش.. ذكرى مقاومة وعمليات نوعية حَيَّةٌ في نفوس الفلسطينيين

...
غزة/ أدهم الشريف:

"لو كنا نعلم أن المهندس سيفعل ما فعل لأعطيناه تصريحًا بالإضافة إلى مليون دولار".. هكذا كان ردّ رئيس مخابرات الاحتلال "يعكوف بيرس" في تسعينيات القرن الماضي؛ بعدما ذاق المستوطنين وجنود جيش الاحتلال مرارة العمليات الفدائية والاستشهادية التي خطط لها القائد القسامي المهندس يحيى عياش.

لقد بدا نادمًا على قرار منع عياش من السفر للأردن لإكمال دراساته في تخصص الهندسة الكهربائية بعدما تخرج من جامعة بيرزيت في مدينة رام الله. وكأن القدر ساق الرفض الإسرائيلي لغايةٍ مستقبلية عادت بالألم على الاحتلال الذي لم يدخر جهدًا ولم يترك وسيلة مخابراتية وتقنية للوصول إليه إلا واستخدمها.

ولد يحيى عبد اللطيف عياش في 1966 لأسرة فلسطينية بسيطة، زرعت في نفسه الإيمان والشجاعة، حفظ القرآن الكريم في السادسة من عمره، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في قرية رافات، قرب مدينة سلفيت، شمالي الضفة الغربية المحتلة.

التحق عياش بجامعة بيرزيت في الضفة الغربية لدراسة الهندسة الكهربائية، وكان من أنشط الشباب في كلية الهندسة ضمن إطار الكتلة الإسلامية وشارك في جميع فعالياتها.

وعلى إثر تخرجه من الجامعة عام 1991 بتفوقٍ، حاول السفر إلى الأردن لإتمام دراسته العليا، ورفض الاحتلال طلبه.

بدأ مشوار يحيى عياش الجهادي عندما اكتشف الاحتلال سيارة مفخخة في (تل أبيب)، وقد أشارت أصابع الاتهام إلى المهندس كأحد مدبري العملية، ومنذ ذلك الوقت أصبح المهندس مطلوبًا للاحتلال.

وبعد مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل عام 1994، عزم المهندس على التخطيط لتنفيذ عمليات استشهادية في قلب دولة الاحتلال، وتولى قيادة كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة وقطاع غزة، وقام بالتخطيط المباشر والمشاركة أحيانًا بعمليات عسكرية، أسر جنود، سيارات ملغومة، عبوات ناسفة، عمليات استشهادية.

تركز نشاط القائد في مجال تركيب العبوات الناسفة من مواد أولية بسيطة ومواد متاحة ومتوفرة بكل سهولة في الأراضي الفلسطينية.

وبحسب الموقع الرسمي لكتائب القسام، يعد عياش أول من أدخل إلى ساحة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سلاح (الاستشهادي)، ذلك السلاح الذي شكل أعقد المشاكل الأمنية التي واجهتها مؤسسة الاحتلال العسكرية والأمنية منذ إنشاء كيان الاحتلال على أرض فلسطين إبان نكبة الـ1948.

ويشير الموقع إلى أن عياش تنقل بين غزة والضفة، وحاول أن ينشئ جهازًا عسكريًا قويًا تتحقق فيه اللامركزية، بحيث لا يرتبط العمل العسكري بشخص واحد يتوقف باستشهاده أو اعتقاله، كما عمل على إنشاء خلايا عسكرية متفرقة وغير معروفة لبعضها البعض.