تشكل قضية الأسرى محطة إجماع وطني شعبي وتحملها فصائل المقاومة الباسلة أولوية جامعة لكل ألوان الطيف السياسي الفاعل على جبهة الصراع مع عدو لا يفهم سوى لغة المواجهة.
فصائل العمل الوطني تقلب كل حجر وتفعل كل ما تملك لخلاص أسرى الحرية الأبطال من نير زنازين الاحتلال النازي الكولنيالي، وتوصل الليل بالنهار حتى يصبح هذا الحلم واقعا ممتدا كاملا يغطي أرض هذا الوطن المعطاء الطهور، وعرسا شعبيا تعيشه الأمهات والآباء والأبناء والزوجات، وقد تحررت الأرض الطيبة.
ويشكل تبييض السجون والمعتقلات همًّا مؤرقا للقيادات المناضلة، وقد باتت حرية أسرى الحرية على سلم الأولويات المقدسة، الذي من أجلها مجتمعة لا يتوقف حشد الطاقات عدة وعددا انتظارًا ليوم الخلاص الموعود لتحرير الأسرى والمسرى وتطهير التراب المخضب بدماء الشهداء من رجس عدو نازي مجرم.
لقد عايش شعبنا الصامد المرابط في الأشهر الأخيرة تصاعدا دمويا لعدوان جيش الاحتلال، وبوتائر متصاعدة حين قامت طائراته الحربية والهليوكبتر ومدفعيته الثقيلة ودباباته بقصف مواقع المقاومة في شمال وجنوب القطاع.
ونلحظ أن الوضع الميداني قد أصبح على حافة الهاوية، والمقاومة تدرك ذلك تماما، وتتداعى لوضع الخطط والأهداف للمعركة القريبة المنتظرة القادمة.
عدوان العدو على أسرانا يزداد، ووتيرة القمع والتنكيل تتفاقم، وأسيرنا البطل هشام أبو هواش مستمر في أسطورته المعجزة بإضرابه المفتوح عن الطعام للشهر الخامس على التوالي.
وتجتمع القيادات السياسية والعسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وحركة الجهاد الإسلامي لمتابعة هذا الأمر الجلل، كما يلتقي المناضلان إسماعيل هنية وزياد النخالة للتدارس في ماهية الرد على هذا المخطط الصهيوني لاغتيال منهجي منظم لفارس من أبطال فلسطين.
العدو سادر في غيه ويرتكب مجددا واحدة من حماقاته بتشديد جريمة الحرب في حصار قطاع غزة، وإغلاق سبل إعادة إعمار القطاع، والتهرب من استحقاق صفقة تبادل أسرى جديدة نقيضا لكل تعهداته للوسطاء منذ عدوان حزيران الماضي ومعارك سيف القدس المجيدة.
وقد جاء فصل الخطاب من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ إسماعيل هنية بأن لحركته القدرة على إجبار كيان العدو الصهيوني على إنجاز صفقة مشرفة لتبادل الأسرى، مؤكدا أن من بينهم سيكون الأسرى الأبطال الذي كسروا القيد، ومرغوا أنف العدو في الوحل في 16 أيلول الماضي مع نفق الحرية في جلبوع، عنوانا لكل فصائل المقاومة من أجل انعتاق هؤلاء الأبطال.
بل ويؤكد الأستاذ هنية أنه إن لم يقتنع العدو بعدُ، فستزيد كتائب الشهيد عز الدين القسام وفصائل المقاومة الأخرى غلتها حتى تحرير آخر فارس بإذن الله، فأذرع حركة حماس منتشرة في كل مكان.
المقاومة تضع العدو في الزاوية، وتحاصر حصاره، بل وتدميه كلما حاول الاقتراب، وهي قد عزمت على تصعيد كل الجبهات في القدس وفي كل الضفة الفلسطينية المحتلة، ورجالها يرابطون اليوم على الثغور، يرسلون بريدهم ساخنا كل يوم، ويشير بمرارةٍ واحدٌ من مفكريهم، الخبير الاستراتيجي يوني بن مناحيم، فيعلق على عجز جيشهم وهو يرى عملية القنص التي جرت في 29 كانون الأول الماضي، والتي أصيب فيها مستوطن يعمل في المجهود الحربي في أثناء قيامه بصيانة الجدار الأمني الذي أقامه جيش الاحتلال مؤخرا بطول 65 كيلومترا، ويؤكد الخبير بأن حماس تمتلك ما يمكنها من حفر الأنفاق من أسفله، وكذلك تفجيره وإحداث ثغرات في بنيانه، واقتحام مستوطناته وحصونه.
ويضيف بن مناحيم أن الهدوء الظاهر الذي يسود في الأشهر الأخيرة، خيالي ومخادع، بل ويطالب قيادة جيشهم أن تأخذ هذا الأمر بالجدية التي تستحق!
ويذكر قيادته بالمناورات التي غطت كل قطاع غزة خلال شهر مضى للأذرع العسكرية لـ 11 فصيلا لاختبار الجاهزية القتالية، وتعزيز التعاون وتعميق الانسجام بين الفصائل، وقد كان لافتا عنده تركيز مناورة الركن الشديد - 2 على استخدام سلاح الأنفاق الاستراتيجي بفاعلية لمهاجمة دباباته وآلياته المدرعة وأسر جنوده، والاستخدام الأمثل للأسلحة المضادة للدروع.
وقد أشار في الآونة الأخيرة غير مسؤول أمني وعسكري على نوايا المقاومة للاستخدام المكثف لطائرات الدرونز بنماذجها المتعددة التي ستشكل خطرا فتاكا لألوية مشاته وأرتال دباباته.
رسائل لا تنتهي تصل إلى (تل أبيب) بانتظام، حتى إن العدو بات في حيرة من أمره بشأن تقلبات وأحوال الطقس الشتوي على أسلحة المقاتلين في غزة العزة.
المقاومة تعلن جاهزيتها القصوى وتستنفر قواها وتعلن أنها ستخترق جدر وحواجز العدو، وستصيبه للمرة الألف في مقتل، غارقا في مستنقع الصمت والهزيمة.
وشعبنا المنتفض في الضفة الفلسطينية المحتلة يؤكد أنه ماضٍ على طريق الآلام حتى دحر؛ عصابة المتخابرين، وسيتجاوز مخططات عباس التآمرية، وهو يهزأ من عجزه وخيبته. كرزاي الذي قال منذ يومين مبررًا عمالته الفاضحة في أثناء اجتماع وسم بيوم "المجلس الثوري": "لسنا عدميين، فلدينا رؤية سياسية تبيع الثوابت، وتسمْسِر على المقدسات، وتذعن لعدو لا مخرج منه إلا قتاله، وقد دنت ساعة نهايته هو وطابوره الخامس، إنها اللحظة الفارقة التي ستخطها سواعد المقاومين.