قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الاثنين، تأجيل اقتحام المستوطنين إلى (قبر يوسف)، في نابلس شمال الضفة الغربية.
وقال مراسل القناة الـ"14" العبرية، هاليل روزين: "نظراً للأوضاع الأمنية المتوترة خلال الأيام الأخيرة، تم تأجيل اقتحام المستوطنين إلى مجمع قبر يوسف في نابلس والذي كان مقرراً الليلة".
وتشهد الضفة الغربية حالة من التوتر والغليان بسبب اعتداءات المستوطنين المستمرة على ممتلكات المواطنين، وهو ما دفع المواطنين إلى تشكيل لجان شعبية للدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم التي يستبيحها المستوطنون دون رادع.
يذكر أن أجهزة السلطة بالضفة الغربية، والتي وقفت موقف المتفرج إزاء الاعتداءات التي يشنّها المستوطنون على المواطنين بالضفة الغربية، قررت أخيراً التحرك، وعملت على "تدعيم حماية" نوافذ منازل المواطنين، لعلها تحميهم من صولات اعتداءات المستوطنين، الأمر الذي لاقى غضباً وإدانة من الشارع الفلسطيني الذي انتقد سلطة التنسيق الأمني ودورها الوظيفي المقتصر على حماية المستوطنين وردهم للاحتلال سالمين كما حصل في آخر حادثة، مطلع سبتمبر الماضي.
ويقع (قبر يوسف) المتاخم لمخيم "بلاطة" للاجئين الفلسطينيين، شرقي نابلس في منطقة خاضعة للسلطة الفلسطينية.
ويشكل (قبر يوسف) بؤرة توتر بين الفلسطينيين والمستوطنين منذ الاحتلال الإسرائيلي لنابلس في 1967.
ويؤكد الفلسطينيون أن الموقع هو أثر إسلامي مسجل لدى دائرة الأوقاف الإسلامية وكان مسجدًا قبل الاحتلال الإسرائيلي، ويضم قبر شيخ صالح من بلدة "بلاطة البلد" ويُدعى يوسف دويكات، لكن اليهود يعتبرونه مقاماً مقدساً لهم ويقولون إن جثمان النبي يوسف بن يعقوب أحضرت من مصر ودُفنت في هذا المكان.
ويرى الفلسطينيون في ذلك تزييفًا للحقائق هدفه سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة بذرائع دينية، بينما يزور المستوطنون الموقع بشكل دائم بحماية من الجيش وبتنسيق مع السلطة.
وفي كل مرة تُفرض فيها زيارة المستوطنين للمقام تغلق قوات الاحتلال المنطقة المحيطة به وغالبا ما تندلع في المنطقة اشتباكات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين
وشهد محيط "قبر يوسف" طوال السنوات السابقة صدامات دامية قُتل فيها عدد من جنود الاحتلال والمواطنين الفلسطينيين وخصوصا في 1996 عندما اشتبك الأمن الوطني الفلسطيني مع جنود الاحتلال وسقط آنذاك قتلى من الطرفين.
وفي بداية الانتفاضة الثانية عام 2000 وقعت اشتباكات عنيفة في محيط المقام بين نشطاء فلسطينيين وجيش الاحتلال أدت إلى قتلى من الطرفين، مما اضطر جنود الاحتلال ومستوطنيه للانسحاب من المقام.