فلسطين أون لاين

تقرير "حماس" المحرِّك الرئيس لانتفاضة الحجارة

...
صورة أرشيفية
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

انطلاقة حركة "حماس" في 14 ديسمبر 1987، تزامنًا مع انطلاق الانتفاضة الأولى "انتفاضة الحجارة" فاق كل التوقعات الإسرائيلية والدولية، فتلك الانتفاضة شهدت تضحيات جسام قدمتها كوادر الحركة الذين كان من بينهم الشهداء والجرحى والأسرى، ما دفع الاحتلال لحملات اعتقالات واسعة في صفوفها وصولًا إلى إبعاد المئات منهم إلى مرج الزهور جنوب لبنان.

دفعة قوية

وقال المؤرخ الفلسطيني ورئيس الاتحاد الدولي لمؤرخي فلسطين ورئيس قسم التاريخ والآثار بالجامعة الإسلامية د.غسان وشاح: "لا أحد يستطيع أن ينكر أن حركة المقاومة الإسلامية حماس كانت موجودة قبل هذا تاريخ إعلان انطلاقتها في الرابع عشر من ديسمبر 1987، ولكن بشكل غير منظم كانتماء فكري لجماعة الإخوان المسلمين".

وأضاف وشاح في حديثه لـ"فلسطين": "عندما اندلعت الانتفاضة الأولى في 8 ديسمبر 1987، انخرطت حماس في أتون الانتفاضة بقوة وأعطتها دفعة قوية وقدمت الشهداء والتضحيات".

ويدلل على ذلك – بحسب وشاح- بأن إطلاق اسم الانتفاضة على تلك الهبة الجماهيرية كان جديدًا على القواميس العالمية وقد ورد للمرة الأولى في بيان حركة حماس الأول، الذي خرج تقريبًا في 11 ديسمبر وقال نصًا: "إن انتفاضة شعبنا لهي رد على كل أشكال الاحتلال واللاهثين وراء سراب السلام الهزيل، فبدأ تداول هذا المصطلح محليا وعالمياً".

وأشار إلى أن كوادر حماس نفذت العديد من الاشتباكات والعمليات العسكرية وقتلت عشرات الجنود والضباط الإسرائيليين ما عرضها لحملة إسرائيلية كبيرة ضد كوادرها وقادتها تمثلت في إبعاد المئات منهم لمرج الزهور في عام 1992 واستمرت تقريباً عاما كاملاً.

انتصار إرادة حماس

وإذ يبين وشاح أن هذه المحنة (الإبعاد) شكلت في الوقت نفسها منحة للحركة فأعطتها فرصة لعرض نفسها وأفكارها وطموحاتها كحركة تحرر وطني تعمل على أرض فلسطين، "وحتى عودة المبعدين لأرضهم مثلت معركة سياسية في حد ذاتها حيث انتصرت إرادة حماس على إرادة الاحتلال وعادوا بقرار من مجلس الأمن إلى ديارهم وهذا انتصار يسجل لحماس".

ولفت إلى أن هناك وثائق وصورًا تثبت بطولات كوادر حماس كالصور التي تظهر القائد القسامي عماد عقل وهو يضع قدمه فوق رؤوس ضباط وجنود الاحتلال الإسرائيلي في غزة، "فحماس كانت العامل الأهم، فـ90% من كوادرها قدموا تضحيات في انتفاضة الحجارة سواء أصيبوا أو سجنوا أو استشهد أحد أقربائهم أو هدمت بيوتهم".

وأضاف وشاح: "حتى أن القيادة الحالية لـ"حماس" تعرضوا لاعتقالات في تلك الانتفاضة كـ"يحيى السنوار" و"روحي مشتهى" أو أبعدوا لـ"مرج الزهور"، مشيراً إلى أن تلك الانتفاضة شهدت محاولات حماس الأولى لتحرير الأسرى الفلسطينيين والعرب من سجون الاحتلال فقامت بخطف عدة جنود إسرائيليين كـ"إيلان سعدون" و"نحشون فاكسمان".

بدوره، أكد المحلل السياسي مصطفى الصواف أن "حماس" هي من قادت الانتفاضة الأولى عام 87 عندما نزلت للشارع الفلسطيني وتفاعلت معه بشكل كبير جداً في أعقاب حادثة المقطورة واستشهاد العمال الفلسطينيين ثم لحقت بها القوى والفصائل الفلسطينية الأخرى.

وقال: "كان كل المراقبين يراهنون على أن هذه الانتفاضة لن تستمر سوى أيام لكن مساهمة عناصر حماس في الاشتباك مع الاحتلال أججتها"، مشيراً إلى أن تلك الانتفاضة شهدت بداية التشكيلات العسكرية لـ"حماس" التي كانت نواة لكتائب القسام فيما بعد، فالانتفاضة بدأت بمجموعات عسكرية قليلة وبعدها انتشرت بشكل كبير.

وتابع: "مع تطور الأحداث أصبح هناك مطاردون كعماد عقل وحسن حمودة منهم استطاع الهروب لمصر ومنهم من اعتقل ومنهم من استشهد، إلى أن شرع الشهيد ياسر النمروطي في تشكيل كتائب القسام بالشكل الرسمي".

وأعرب عن اعتقاده بأن المخاوف من تمدد التيار الإسلامي المتمثل في حماس والجهاد الإسلامي دفعت (إسرائيل) والأنظمة العربية باتجاه اتفاقات السلام الهزيلة وصولًا إلى اتفاق أوسلو ووقف الانتفاضة.