كشف بسام أبو شريف المستشار السياسي السابق للرئيس الراحل ياسر عرفات، النقاب عن هرب أحد أعضاء فريق اغتيال "أبو عمار" إلى خارج الأراضي الفلسطينية، مرجحًا ذهاب "القاتل" إلى أوكرانيا والإقامة هناك.
وقال أبو شريف في مقابلة حصرية لصحيفة "فلسطين"، أمس: إن أحد أعضاء فريق الاغتيال هرب إلى خارج الأراضي الفلسطينية قبل سنوات، بتعليمات رسمية من قيادة السلطة، في إشارة إلى رئيس السلطة محمود عباس وطاقم مستشاريه.
وأضاف أن أحد مرافقي الرئيس عرفات، "الذي من المرجح أن يكون هو الشخص الذي دس السم لأبو عمار" يعيش حاليا في أوكرانيا حاليًا وسط أجواء من "الرفاهية والمال والبذخ".
وتابع: "من دس السم للرئيس عرفات هو أحد الأشخاص الذين يدخلون غرفة نومه، وقد استبدل بمعجون أسنانه (المعجون الذي يحمل ذاك السم)"، مجددا دعوته للتحقيق مع جميع مرافقي "عرفات" والمحيطين به والكشف عن ثرواتهم جميعا.
وأشار إلى أن السلطة لم تُجرِ تحقيقاتها مع المرافقين والمحيطين بـ"عرفات"، معتبرا ذلك دليلًا على أنه لا يوجد نية لقيادتها بكشف الحقائق والمعلومات حول عملية الاغتيال.
ويعتقد أبو شريف أن السلطة تريد تمرير "التحقيق الفرنسي" باغتيال الرئيس فقط، دون كشف الحقيقة فضلا عن أن رئيس السلطة الحالي محمود عباس، أعلن سابقا أنه "أمسك بالقاتل" لكنه لم يكشف هويته أو قدمه للمحاكمة.
واستبعد خبراء فرنسيون في مارس/ آذار 2015 فرضية موت "عرفات" مسموما، في حين قال خبراء سويسريون إن فرضية الموت عن طريق التسمم هي الأرجح.
واستطرد: "هذه المعطيات الفلسطينية تثير الشك بأن هناك تعليمات رسمية بتهريب من (دس السم للرئيس) لخارج البلاد".
قرار أمريكي – إسرائيلي
وأكد أن قرار اغتيال الرئيس "أبو عمار" هو قرار أمريكي – إسرائيلي، ومثبت ذلك في المذكرات الأمريكية المنشورة.
واستدل أبو شريف بمذكرات مسؤولين أمريكيين، أبرزهم وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايز في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، وجاء فيها نصا: "الرئيس بوش اعتبر عرفات عقبة في وجه السلام، وقرر عدم التعامل معه، وطلب من الفلسطينيين اختيار رئيس غيره".
وقالت رايس في مذكراتها: "التفاهم تم بينها وبين بوش على من هو الذي سيخلف عرفات ويصبح رئيسا مكانه، أي رئيس لا يشكل عقبة في وجه السلام، يخضع لإملاءات الولايات المتحدة، وينسق مع (إسرائيل)، ويعمل معها جنبا إلى جنب لمحاربة الإرهاب الفلسطيني".
وأكمل أبو شريف: "بعد موافقة (بوش) على اغتيال (عرفات)، كانت الأداة جاهزة، حيث أغرقت (إسرائيل) مقر المقاطعة بالمال لتشتري عملاء من داخلها ومقربين من عرفات".
الأيام الأخيرة
وحول الأيام الأخيرة في حياة الزعيم الفلسطيني، ذكر أبو شريف أنه "نبه عرفات أكثر من مرة كتابيا وشفاهيا بأن هناك مخطط لدس السم له داخل مقر إقامته، وقام الرئيس في حينها بتوزيع تلك الرسائل على كافة الكوادر القيادية.
واستطرد: "طلبت منه ألا يأكل من مطبخه أو يستلم دواء من أحد أو يشرب الماء، باستثناء عائلته فقط، لكن كان هناك أشخاص حوله يسخرون من تلك التحذيرات".
وشدد على أن القضية الفلسطينية بعد "عرفات" "باتت بأيادي غير مسؤولة تسعى لبناء ثروات عائلية وليس حماية الشعب الفلسطيني".
وتوفي عرفات في الـ 11 من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2004 عن عمر ناهز 75 سنة في مستشفى "كلامار" العسكري بالعاصمة الفرنسية باريس.
وجاءت وفاة الراحل في إثر تدهور سريع في حالته الصحية، في ظل حصاره لعدة أشهر من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي في مقر الرئاسة (المقاطعة) بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.