فلسطين أون لاين

"حكايا".. مسلسل تلفزيوني للأطفال من قلب القدس

...
القدس المحتلة-غزة/ مريم الشوبكي:

دمى فرقة "فناكيش" التي تجوب المسارح والمدارس للترفيه عن الأطفال في مدينة القدس، وتقديم عروض كوميدية هادفة لهم أرغمتها جائحة كورونا على التوقف بعد إغلاق المدارس، حينها أخذت تفكر في كيفية الوصول إلى الأطفال في بيوتهم.

لمعت في ذهن الفرقة فكرة تقديم أول مسلسل تلفزيوني لدمى الأطفال، وانطلق منذ أسبوعين تحت اسم "حكايا من هذا الزمان" ويعرض كل خميس على يوتيوب، ولاقى صدى واسعا على الرغم من حداثته، للمخرج عماد عطا الله.

فرقة فناكيش أسسها الأخوان أحمد وعامر مريدي تعمل منذ 10 أعوام في قطاع دمى الأطفال حيث تقدم برامج ترفيهية وتفريغا نفسيا، وعروض مهرجين وسيركا وألعاب خفة.

تعاون المخرج عطا الله مع الفرقة لإنتاج هذا المسلسل، وتلاقت الخبرات مع بعضها حيث يعمل منذ 12 عاما في المسرح، فهو حاصل على دبلوم إخراج وتمثيل من لندن ومتخصص في الدمى المتحركة للأطفال.

يقول عطا الله لصحيفة "فلسطين": "الفكرة تبلورت في جائحة كورونا فارتأينا استثمار ملازمة الأطفال البيوت منذ فترة طويلة، لتقديم عمل تلفزيوني لهم، في البداية فكرنا في تقديمه كنمط حكواتي يروي قصصا، ولكن تدحرجت كرة الثلج حتى وصلت لأول مسلسل للدمى المتحركة في فلسطين".

ويبين أن المسلسل يتناول واقع الأطفال في فلسطين والإشكالات التي يعيشونها، وتمت من خلال جلسة عصف ذهني مع مجموعة من الأطفال، حيث تناولت الحلقة الأولى آداب الطريق، ومواهب الأطفال، والتغذية السليمة.

ويوضح عطا الله أن المسلسل من 12 حلقة منفصلة عن بعضها، وكل حلقة تتناول موضوعا معين، وتتراوح مدتها من 15 إلى 20 دقيقة.

ويشير إلى أن آخر حلقة ستعرض مع أول أيام عيد الفطر استثمارا لهذه المناسبة السعيدة، حيث ستتناول بعض الحلقات الحديث عن شهر رمضان واستخدام المفرقعات، وطقوس العيد.

واشترك الأخوان مريدي وعطا الله في كتابة سيناريو حلقات المسلسل.. يتحدث عن هذه التجربة: "جمعنا خبراتنا ودراستنا المسرحية في هذا المسلسل، والأهم أنه انطلق من القدس حيث تكتب الحكايا ضمن ثقافتنا الفلسطينية ورؤيتنا ومعرفة حاجة الأطفال والمواضيع التي تهمهم لأن الدراما هي مرآة الأطفال".

وينبه عطا الله إلى أن المسلسل بقالب كوميدي فكاهي بصبغة جديدة يحمل معاني تربوية وقيمية ثقافية تعليمية هادفة، وتقدم من خلال دمى متحركة حقيقية من خلال الحاسوب، عبر مؤسسي الفرقة وفتاتين لتقليد الأصوات النسائية في المسلسل.

وعن أهمية أن ينطلق المسلسل من مدينة القدس المحتلة، يجيب: "في ظل الهجمة الشرسة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على القدس، يهمنا تقديم مخزون تربوي تفاعلي للأطفال، لنكون محاربين بطريقتنا وأسلوبنا الخاص".

ويلفت عطا الله إلى أن المسلسل يتحدث عن التعليم، في ظل الهجمة الاحتلالية الشرسة على قطاع التعليم.

وعن الصعوبات التي تعرض لها فريق المسلسل، يذكر أن الإجراءات الاحترازية في كورونا كانت تعيق وجود طاقم العمل في المكان نفسه بالتزامن، إضافة إلى العائق المالي وإنتاج المسلسل بجهود شخصية، لافتا إلى أن المسلسل انطلق في فترة زمنية قصيرة وإمكانات محدودة.

ويتطلع عطا الله إلى نقل المسلسل إلى مسرحيات مباشرة تقدم للأطفال في المدارس.

ويدعو المجتمع لتحمل المسئولية وتشجيع وصول المسلسل لأكبر عدد من الناس، منبها إلى أنه يسعى لنشر الرسالة الصحيحة للأطفال.