فلسطين أون لاين

ضمن حملة طالت أسرى محررين في الضفة الغربية

تقرير اعتقال قياديَّين من حماس يقابله إصرار فصائلي على الوحدة ووقف التنسيق الأمني

...
صورة أرشيفية
جنين-غزة/ أدهم الشريف:

لاقى إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اعتقال قياديَّين من حركة المقاومة الإسلامية حماس في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، تأكيدًا من فصائل المقاومة أنها ستبقى تعمل دفاعًا عن حقوق الشعب الفلسطيني ومواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.

وجددت الفصائل، أمس، تأكيدها أهمية الوحدة الوطنية ورفضها الشديد استئناف السلطة الفلسطينية التنسيق الأمني مع الاحتلال.

وشنَّت قوات الاحتلال، فجر أمس، حملة اعتقالات طالت القياديين في حماس عبد الجبار جرار، وإبراهيم نواهضة، من جنين، و5 أسرى محررين.

وأكدت حركة حماس أن أبناء الحركة وقادتها سيظلون في المقدمة، دفاعًا عن ثوابت شعبنا ومقدساته.

وذكرت في بيان مكتوب بعد عملية الاعتقال، أن "غالبية قيادات الحركة قضت عشرات السنوات في سجون الاحتلال، دون أن تتزحزح عن خيار المقاومة ومواجهته"، مضيفة أن حملة الاعتقالات استهدفت قيادات فاعلة ومؤثرة رفعت لواء الوحدة الوطنية والشراكة، وكانت داعية له كأساس لمواجهة الاحتلال ومخططاته.

وحيت الحركة أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، عادّةً المواجهات البطولية التي يخوضونها ضد الاحتلال "تعبيرًا عن نبض قلوب شباب شعبنا التي تهتف بالمقاومة كخيار لمواجهة الاحتلال".

من جهته قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، إن حملة الاعتقالات هذه "تأتي في سياق محاولات الاحتلال لإخماد صوت المقاومة في الضفة الغربية، وكسر إرادة الشعب الفلسطيني".

وفي اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين"، أضاف المدلل أن الاحتلال لا يريد صوتًا للمقاومة في الضفة الغربية، لا سيما أن اجتماع الأمناء العامين للفصائل الوطنية المشترك بين رام الله وبيروت مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي، أقر تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية.

وأكد أن هذه القيادة الوطنية الموحدة كان الهدف منها قيادة انتفاضة شعبية موحدة والتصدي لجرائم الاحتلال.

وأضاف: "العدو الإسرائيلي يمارس جرائمه لكونه لا يريد أن يكون في الضفة أي مقاومة، وهو يعد وجود رموز المقاومة المتمثلة بحركتي حماس والجهاد سدًّا منيعًا في وجهه، كما أنه لا يريد أن يكون هناك تقارب فلسطيني فلسطيني، ولهذا يمارس الاعتقالات بهدف زيادة الفرقة بين الأطراف الفلسطينية".

وأكد المدلل أن "الانحراف الشديد الذي مارسته السلطة بإعادة علاقاتها مع العدو الصهيوني، أعطاه الضوء الأخضر لمزيد من الاعتقالات في صفوف رجالات المقاومة".

من جهته قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة: إن الاعتقالات المستمرة تأتي في سياق محاولات الاحتلال ردع الحالة الجماهيرية الناشطة في مناطق عديدة بالضفة الغربية المناوئة للاستيطان ومصادرة الأراضي وهدم المنازل.

وأضاف أبو ظريفة في تصريح لـ"فلسطين"، أن الاحتلال يعتقد أنه يستطيع وقف النفوذ الشعبي في مواجهة سياساته الاحتلالية وهو ينتهك كل المواثيق والأعراف الدولية، وواهم بأن سياسته يمكن أن تشكل رادعًا لأبناء شعبنا أو تمنعه من النهوض بمقاومة شعبية في مواجهة انتهاكاته.

وشدد على أن عودة السلطة للعمل بالاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال خطوة تشكل انقلابًا على جميع قرارات الإجماع الوطني المتخذة في المجلس الوطني واجتماع الأمناء العامين، بما في ذلك التنسيق الأمني الذي شكل استئنافه ضربة للجهود المبذولة وقطع الطريق على تشكيل قيادة المقاومة الشعبية والنهوض في مواجهة سياسة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي.

وطالب السلطة بوقف سياساتها التي سمحت لها باستئناف التنسيق الأمني، داعيًا إياها للعودة إلى الإجماع الوطني الفلسطيني الرافض لكل هذه الخطوات.