فلسطين أون لاين

ذكرى النكبة.. 72 عامًا من الكفاح الفلسطيني بلا كلل رغم المآسي المتتالية

...
غزة- جمال غيث

رغم مرور اثنين وسبعين عامًا على تهجيرهم القسري من أراضيهم، يصر الفلسطينيون على حقهم في العودة إلى قراهم وديارهم التي هجروا منها على أيدي العصابات الصهيونية عام 1948.

وما زال الفلسطينيون يحيون ذكرى يوم النكبة بأشكال متعددة، لكن هذا العام وبسبب جائحة كورونا اقتصر الأمر على رفع الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء على أسطح المنازل لتأكيد حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.

ويحيي الشعب الفلسطيني في 15 أيار/ مايو من كل عام ذكرى يوم النكبة، التي تمثلت باحتلال ما يزيد على ثلاثة أرباع مساحة فلسطين التاريخية، وتدمير 531 تجمعًا سكانيًّا، وطرد وتشريد حوالي 85 بالمئة، من السكان الفلسطينيين، للدول المجاورة لفلسطين، وبعض الدول الأجنبية، وفق إحصاءات رسمية.

وحاولت دولة الاحتلال خلال 72 عامًا بكل السبل تغييرَ معالم الأراضي الفلسطينية المحتلة، وصبغها بالصبغة الإسرائيلية، منها التوسع الاستيطاني ومصادرة الأرض، وأملاك الغائبين، وتسريب العقارات، وهدم المباني، ورفض منح تراخيص بناء جديدة، وزع قبور وهمية، وتهويد أسماء المواقع الفلسطينية، وبناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إضافة لسرقة التراث الفلسطيني، ونسبته لهم.

لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل بسبب المقاومة ووعي الفلسطينيين، وذلك بخلق أجيال متعاقبة للمطالبة بحق العودة للأراضي والديار التي هجروا منها قسريًا.

إرادة صلبة

وقال الناطق باسم حركة الأحرار ياسر خلف، إنه منذ احتلال الأرض الفلسطينية والفلسطيني ثابت صامد متمسك بأرضه وحقوقه.

وأضاف خلف لصحيف "فلسطين" أن "الفلسطينيين منذ 72 عامًا سطروا بإرادتهم الصلبة أنصع وأعظم صور البطولة والبسالة والالتفاف حول حقوقهم ليؤكدوا للاحتلال ولكل المتآمرين معه بأن فلسطين لنا ولن تكون في يوم من الأيام للاحتلال المجرم، وأننا متمسكون بكل ذرة تراب فيها".

وأكد أن حق العودة حق مقدس فردي وجماعي لا يملك كائن من كان أن يتنازل عنه، مضيفًا: "فبالإرادة والمقاومة والتضحيات وزرع حب فلسطين في نفوس الأجيال المتعاقبة والحفاظ على التراث الوطني الأصيل والهوية العربية حافظ الفلسطينيون على هويتهم".

ورغم جائحة كورونا سيحيي أبناء الشعب الفلسطيني، وفق خلف، ذكرى يوم النكبة في مختلف أماكن وجودهم مع الأخذ بإجراءات السلامة والوقاية من "كورونا"، "لنؤكد للعالم أننا باقون وفلسطين لنا والكيان الصهيوني إلى زوال رغم الدعم الأمريكي والمؤامرات الخبيثة".

آثار حاضرة

بينما قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل: "رغم 72 عامًا لا تزال مشاهد وآثار النكبة حاضرة في حياة الشعب الفلسطيني".

وأضاف المدلل لصحيفة "فلسطين": "رغم المآسي والنكبات التي مرت على شعبنا الفلسطيني، ما زال شعبنا يمتلك إرادة قوية ولم ولن يتراجع عن حقوقه".

وذكر أن شعبنا الفلسطيني بات أقوى من ذي قبل، ولا يزال يطالب بحقه في العودة إلى دياره وقراه التي هجر منها عنوة على يد العصابات الصهيونية عام 1948.

وأكد أن الشعب الفلسطيني ماضٍ في مقاومته والدفاع عن حقه في العودة ولن يتخلى عن هذا الحق، مشيرًا إلى أن العالم رأى إبداعات الشعب الفلسطيني في أشكال المقاومة التي يستخدمها في النضال وليس آخرها مسيرات العودة وكسر الحصار وأكد عبرها حقه في العودة إلى أرض الآباء والأجداد.

وشدد على أن نضال شعبنا لن يتوقف بكل الأشكال حتى يتحقق حلمه في العودة وينال حريته واستقلاله.

وأكمل: "تأتي ذكرى النكبة هذا العام في ظروف استثنائية بفعل جائحة كورونا"، مشيرًا إلى أن الفصائل الفلسطينية اتخذت أشكالًا مختلفة لإحياء ذكرى النكبة الـ72 لتؤكد أن ذكرى النكبة لا يمكن أن تغيب عن حاضرنا.

وسيكون إحياء ذكرى النكبة هذا العام، وفق المدلل، من خلال رفع العلم الفلسطيني والرايات السوداء على أسطح المنازل وتفعيل الإعلام الإلكتروني للتعبير عن ذكرى النكبة ولمطالبة العالم بتطبيق قرار الأمم المتحدة (194) والعمل على إعادة اللاجئين إلى ديارهم.