أحيا الفلسطينيون اليوم، الذكرى الـ18 لعدوان الاحتلال الاسرائيلي الدموي على مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة، مطلع إبريل/ نيسان 2002، الذي أدى إلى استشهاد ما يقارب 60 مواطنا، ونسف وهدم 500 منزل ومنشأة، وتدمير البنية التحتية للمخيم وأجزاء من مدينة جنين.
العدوان الإسرائيلي الذي بدأ بتعليمات مباشرة من رئيس حكومة الاحتلال آنذاك أرائيل شارون، وإشراف رئيس هيئة أركانه شاؤول موفاز، قوبل بمقاومة باسلة زعزعت استقرار الاحتلال وثقة جنوده وقيادته السياسية والعسكرية.
واستمرت معركة مخيم جنين لأكثر من أسبوعين، لم يستطع في أيامها الأولى جيش الاحتلال التقدم داخل المخيم، ما دفعه لجنون القصف العنيف والعشوائي لكل متحرك وساكن في المخيم، وتهجير معظم الأهالي إلى خارجه، في نزوح ثانٍ إلى البساتين المجاورة والبلدات المحيطة ومدينة جنين.
وقد اعترف الاحتلال وقادته بالهزيمة وبمقتل 23 من جنوده، بينهم 14 جنديَّا في يوم واحد، و12 في تفجير بيت وفي كمين جهزه المقاومون الفلسطينيون.
ويشكك أهالي المخيم بالإحصائية الإسرائيلية حول خسائر الاحتلال، ويرجحون مقتل نحو 55 من جنوده، بينهم عدد من الضباط وأفراد وحدة النخبة.
وجاء العدوان على جنين ومخيمها في سياق عملية اجتياح شاملة للضفة الغربية، أعقبت تنفيذ عملية مدينة "نتانيا" في الأراضي المحتلة عام 1948.
ويتذكر أهالي جنين ومخيمها، نداءات جيش الاحتلال عبر مكبرات الصوت، التي طالبت المقاومين بتسليم أسلحتهم والاستسلام، إلا أنهم قرروا الصمود وخوض المعركة بشرف رغم قلة الإمكانات.
ونتيجة لصعوبة المهمة والخطورة البالغة التي واجهها الاحتلال في الميدان، فقد استهدفت قواته كل شيء متحرك، وجاء في سياق ذلك قصف سيارة إسعاف ما تسبب باستشهاد مدير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين الطبيب خليل سليمان، خلال تأديته واجبه الإنساني في تضميد جروح المصابين.
ودمرت قوات الاحتلال البنية التحتية للمخيم وشبكات الكهرباء والماء والاتصالات، وحظرت في حينه وسائل الاعلام من دخول المخيم لمنع توثيق جرائمه.
ويبلغ عدد سكان مخيم جنين اليوم نحو 10900 مواطن، ويقع غرب مدينة جنين، على مساحة تقدر بـ500 دونم.