يولَدُ الإنسانُ بقدراتٍ عقليةٍ محددةٍ، لذا فتغذية العقل بالمعرفة تنشّط عضلات المخّ، وأعصابه؛ فالمعرفة كنز للإنسان وسببَ رقيِّه.
ونحصل على المعرفة بالقراءة والتي تُعرّف بأنّها استخراج المعاني والأفكار من الكلمات المكتوبة بهدف التعلّم والتفاعل مع البيئة المحيطة؛ فهي مهمّةٌ جداً في حياتنا العلميّة والعمليّة، لأنها مفتاح لجميع أنواع المعرفة، ولها دورٌ أساسيٌّ في تطويرِ الذّات في مجالات الحياة المختلفة لكلّ الأعمار.
الأخصائي الاجتماعي د. درداح الشاعر تحدث لـ"فلسطين أون لاين" عن كيفية زرع حب القراءة لدى الأطفال, بقوله:" إن أي سلوك نرغب في تعزيزه لدى الطفل نقوم بتحديد ذلك السلوك له ثم نطلب منه القيام به ثم نكافئه بعد التنفيذ"، مشيراً إلى أن أهم أسلوب في جميع المراحل العمرية هو "التحفيز وتقديم المكافآت".
وأضاف الشاعر أن الطفولة المتأخرة من(6-12) سنة تكون فيها العمليات العقلية من مستويات الادراك, والوعي, والفهم, والقدرة على لفت الانتباه قد نضجت لدى الطفل ولذلك فهي الفترة العمرية المناسبة لزرع حُب القراءة لديه.
وأكد أن للأسرة دور كبير في زرع حُب القراءة لدى الطفل حيث أن الوالدين هما نموذج للطفل لذلك إذا كانا يقوما بالقراءة أمام طفلهم فهو يأخذهم كقدوة له ويقوم بتقليدهم.
وأوضح الشاعر أن للمدرسة الدور الكبير الذي لا يقل أهمية عن دور الاسرة في زرع حب القراءة لدى الاطفال, بحيث تمتلك نظام مبرمج في عملية القراءة، إضافة إلى وجود مكتبة لديها, وتخصيص "حصة" للذهاب لها.
وأشار الشاعر إلى أن القراءة تفيد الطفل في أنها تختزل له بلدان العالم بدلاً من زيارتها, بذلك تجعله وكأنه يعيش أكثر من حياة ويطلع على أكثر من ثقافة وهو بين دفتي الكتاب.
واعتبر أن القراءة إحدى صور التحفيز، كونها تزيد الثقافة والوعي وتنشط القدرات المتخصصة، متابعاً "من تعود على القراءة يسهل عليه الفهم والحفظ في المقررات الدراسية".
وقال الشاعر: "الاجهزة الذكية لها دور في الحصول على المعلومات, لذا يجب على الأسرة أن تربط بين وجود الكتاب في البيت والطفل وأن لا نكتفي بما يعرض على الانترنت من معلومات".
وختم حديثه بالتأكيد على ضرورة توفير الأسرة البيئة النفسية الحاضنة والمشجعة, وأن يكون هناك مكتبة صغيرة تضم مجموعة من الكتب العلمية والثقافية داخل المنزل تدفع أفراد الأسرة إلى القراءة.