"لو كان أحمد يرتدي وسائل حماية حقيقية كأي صحفي بالعالم لكان بإرادة الله بيننا الآن.. لمتشفع له الخوذة والدرع المهترئَتان اللتان اشتراهما من جيبه الخاص رغم ظروفه المادية الصعبة وارتقى شهيدًا"، يقول علاء أبو حسين.
ويسرد خال الشهيد الصحفي أحمد أبو حسين لصحيفة "فلسطين" خلال مشاركته في مسيرة إعلامية بغزة أمس، كيف استهدف قناصة الاحتلال الشهيد في خاصرته برصاصة محرم استخدامها دوليا قطعت أحشاءه، رغم أنه كان يرتدي اشارة تدل على أنه صحفي.
ويضيف أبو حسين: "تعمدوا إصابته بشكل مميت رغم أنه تواجد بمنطقة شرق جباليا ضمن المسافة الآمنة والمسموح بها من قبل سلطات الاحتلال التي ماطلت في تحويله لمستشفيات الداخل الفلسطيني المحتل، حتى تدهورت حالته لدرجة ميؤوس منها، وأمعنوا في قتله فقط لأنه ينقل فظاعتهم لكل العالم".
وسجلت وزارة الصحة بغزة ارتقاء صحفيين شهيدين وأكثر من 350 إصابة مختلفة خلال تغطية مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار منذ انطلاقتها شرق قطاع غزة، نهاية آذار/ مارس الماضي.
ويتابع خال الشهيد أبو حسين محاولًا تمالك نفسه: "عاش وتربى يتيما ودرس الصحافة بإحدى جامعات غزة وعمل متطوعا لنقل أحداث مسيرات العودة، وكان يتحدث لذويه كل يوم جمعة عن المشاهد الفظيعة لعمليات بتر الأطراف وفقء الأعين نتيجة تعمد قنص جنود الاحتلال للأطفال والنساء الذين خرجوا ليقولوا: كفاكم حصارا".
لم يختلف الحال مع الصحفي أشرف أبو عمرة والذي استهدفه جنود الاحتلال بيده التي تمسك الكاميرا خلال تغطيته لمسيرات العودة شرق غزة. ويقول لصحيفة "فلسطين"، إن الاحتلال يضع الصحفيين الفلسطينيين في بؤرة الاستهداف رغم ارتدائهم الشارات الصحفية، وهذا بات واضحا من خلال إحصاء عمليات القتل والقنص الممنهج ضد الصحفي العامل بالميدان.
ويتابع أبو عمرة الذي شارك في مسيرة الصحفيين أمس متضامنًا: "أصبت في يدي قبل ثلاثة أعوام ورفضت سلطات الاحتلال مروري عبر معبر بيت حانون لاستكمال علاجي رغم تدخل كثير من الهيئات والمؤسسات الحقوقية في غزة، وانتظرت كثيرا فتح معبر رفح، وكادت حالتي الصحية أن تتدهور".
وينبه إلى أن الاحتلال يتعمد عدم إدخال وسائل الحماية ومعدات السلامة المهنية للصحفيين مما يضطر بعضهم ممن يعملون بشكل حر لشراء معدات وهمية لا توفر أي نوع من الحماية لتدلل فقط على أنهم صحفيون، لكنه نبه في الوقت ذاته إلى أن قناصة الاحتلال لا يفرقون بين الصحفيين الذين يعملون لوكالات صحفية فلسطينية أو لمؤسسات اعلامية دولية، فالجميع مستهدف.
وفي جانب آخر، قال الصحفي أبو عمرة، إن الحصار المفروض على قطاع غزة قد حرم كثيرا من الصحفيين والمصورين من المشاركة وتمثيل فلسطين بالمؤتمرات الدولية، ومن تسلمهم لجوائز عالمية حصلوا عليها، تمامًا كما حدث معه عندما حرم من الخروج عبر معابر القطاع لتسلم جائزة عالمية مميزة في العاصمة الروسية "موسكو".