"هل يعقل أن يقيم الحاج الذي دفع مبلغ (2790 دينارًا أردنيًّا) في غرفة مشتركة يصل عدد الحجاج فيها إلى 8، وأعضاء من البعثة الرسمية التي خرجت على حسابنا يجلس اثنان فقط في الغرفة"، بهذه الكلمات عبر الحاج شريف الصرفندي عن استيائه من سوء الإقامة في مكة المكرمة.
ويؤكد الصرفندي في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن الفندق الذي استأجرته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية برام الله، رغم قربه من الحرم المكي، فإن الكثير من السلبيات تُأخذ عليه، أبرزها وجود حمام واحد لكل ثلاث غرف.
ويقول: "لكم أن تتخيلوا أنه عند صلاة الظهر، فإن قرابة الـ18 حاجًّا يحتاجون إلى الوضوء والدخول للحمام من أجل الاستعداد للصلاة والذهاب للحرم مبكرًا، لكن مع الازدحام الشديد يتأخر الأغلب عن تأدية الفريضة في وقتها".
ويضيف أن الحجاج شعروا خلال هذا الموسم بالتفرقة بينهم وبين أعضاء البعثة الرسمية، إذ لم يكن هناك أي اكتظاظ داخل الغرف الخاصة بها، وكذلك الحمامات، رغم أن الحاج دفع مبلغًا مرتفعًا من أجل أن يجد خدمة جيدة في موسم الحج بانتظاره.
يشار إلى أن وزارة الأوقاف برام الله، حددت تسعيرة الحج للعام الهجري السابق لحجاج بيت الله الحرام في قطاع غزة بـ(2790 دينارًا أردنيًّا).
واشتكى الحاج محمد سمير من سوء الخدمات بالفندق الذي حجزته وزارة الأوقاف لهم في مكة، وضيق مساحته مقارنة مع عدد حجاج قطاع غزة.
وقال الحاج سمير لـ"فلسطين": "كنا 5 حجاج في غرفة لا تتسع إلا لثلاثة أشخاص، ولكن لم يكن بيدنا أي خطوة نقوم بها، لكون الفندق مزدحمًا بالحجاج".
نقص الأدوية
أما الحاجة أم تحسين عوض التي تعاني مرض السكر والضغط، فأكدت أن البعثة الطبية المرافقة للحجاج في الفندق لم تكن توفر لها الأدوية الخاصة بمرضها، وكانت تلجأ إلى الصيدليات الخاصة لشرائها على نفقتها الخاصة.
وتقول عوض لـ"فلسطين": "الأطباء موجودون في ساحة استقبال الفندق بمكة المكرمة بشكل شبه متواصل طوال اليوم، لكن لا تتوافر لديهم أدوية أساسية للمرضى، وفي الغالب يتم تحويلنا إلى المستشفيات السعودية".
وأشارت إلى أن البعثة الطبية كان دورها الفحص الطبي المبدئي فقط، دون وجود أدوية بسيطة متوافرة غالبيتها مع الحجاج، داعيةً الجهات الرسمية إلى ضرورة توفير العلاجات الخاصة بمرضى الضغط والسكري.
بدوره قال الوكيل المساعد للحج والعمرة بوزارة الأوقاف، سليم الأشقر: إن وضع 5 إلى 8 حجاج في الغرفة الواحدة يعود إلى كبر مساحة تلك الغرفة وإمكانية قدرتها على استيعاب هذه الأعداد.
ويضيف الأشقر لـ"فلسطين" أن "بعض غرف الحجاج في الفندق الذي استأجرته وزارة الأوقاف مكتظة ذلك حقيقة، لكنها ليست كثيرة، ويوجد بعض المشكلات الاستثنائية سيتم التحقق منها لعدم تكرار حدوثها في العام القادم".
وعدّ موسم الحج هذا العام من أنجح المواسم، حيث تم توفير كل متطلبات الحجاج "لكن ستعمل الوزارة على استخلاص أي أخطاء حدثت لعدم تكرارها في الأعوام القادمة".
وذكر أن قضية الغرفة الخاصة بالبعثة وقلة عدد المقيمين بها، يعد أمرًا طبيعيًّا لكون أعضاء البعثة يحتاجون إلى غرفة أقل اكتظاظًا للقيام بدورهم الإداري.
وحول البعثة الطبية ونقص الأدوية، أشار إلى وجود نقص أدوية بالفعل لأصحاب المرضى المزمنة كالضغط والسكري، لذلك تطلب الوزارة دائمًا من الحجاج المرضى اصطحاب أدويتهم تفاديًا لحدوث أي نقص، مستدركًا أن أحد أسباب نقص الأدوية لدى البعثة "هو حصول بعض الحجاج على الكثير من الأدوية أكثر من حاجتهم اليومية، ما تسبب في إحداث نقص".