فلسطين أون لاين

​الصحة: مرضى الثلاسيميا والهيموفيليا في خطر بسبب نقص الأدوية

...
صورة ارشيفية
خان يونس/ ربيع أبو نقيرة:

جددت وزارة الصحة في قطاع غزة نداء الاستغاثة إلى الجهات المعنية كافة بالعمل الفوري والعاجل لتعزيز الأرصدة الدوائية لمرضى الثلاسيميا والهيموفيليا.

وقال استشاري أمراض الدم والهيموفيليا الطبيب هاني عياش: "إن تدحرج الواقع الصحي لهؤلاء المرضى نحو الأسوأ بسبب الحصار وأزمة نقص الأدوية والمستهلكات الطبية، جعلهم يرقبون أيامهم الأخيرة في حياتهم".

وشرح عياش في مؤتمر صحفي عقده بمستشفى غزة الأوروبي، في خان يونس جنوبي قطاع غزة، اليوم، الواقع المأسوي الذي يعيش فيه مرضى الثلاسيميا والهيموفيليا، بسبب نقص الأدوية الخاصة بهم.

مرضى الثلاسيميا

وأوضح أن عدد مرضى الثلاسيميا في الوطن (محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة) يبلغ نحو (866) حالة، منها (309) حالات في القطاع المحاصر، منهم: (170) من الذكور و(139) من الإناث، موزعين على مشافي الشفاء والأوروبي والرنتيسي للأطفال.

ونبه عياش إلى أن تراكم الحديد أهم المضاعفات الناتجة عن نقل الدم، إذ يبقى في جسم المريض، ويؤثر مباشرة في الأعضاء الحيوية، مثل: القلب والكبد والبنكرياس والغدد.

وقال: "عدم علاج هذه المضاعفات بالأدوية الصحيحة الطاردة للحديد يتسبب في فشل وظائف هذه الأعضاء، ما يؤدي إلى الوفاة"، مشيرًا إلى أن بعض المرضى نتيجة للارتفاع المستمر في مستوى تحليل مخزون الحديد إلى أكثر من 20.000 (الطبيعي يكون أقل من 2000) أصيبوا بداء السكري المعتمد على الأنسولين، وبعضهم تأخروا في النمو.

ولفت عياش إلى أن الأدوية الطاردة للحديد تتضمن دواء "الديسفرال"، ويستخدم من طريق الحقن بالوريد أو تحت الجلد بالمضخة، ودواء "الأكسجيد" من طريق الفم، ودواء "الديفروكس" من طريق الفم.

مرضى الهيموفيليا

وأوضح أن مرضى الهيموفيليا من كلا النوعين (A&B) يبلغ عددهم في قطاع غزة (125) حالة، مشيرًا إلى أنه مرض وراثي ويستمر مع المريض مدى الحياة.

وأفاد عياش أن النوع الأول (A) ناتج عن نقص عامل التجلس رقم (8)، وعدد حالاته بين الأطفال والكبار (104) حالات، أما النوع (B) فناتج عن نقص عامل التجلط رقم (9)، وعدد حالاته بين الأطفال والكبار (21) حالة، لافتًا إلى أن الحالات موزعة على مشافي الشفاء والأوروبي والرنتيسي للأطفال.

وشدد على أنهم لا يستطيعون البقاء على قيد الحياة دون توفير الدواء البديل لنقص عامل التجلط (الفاكتور)، في حالة حدوث إصابة في المفصل، أو عند خلع الأسنان، أو حدوث نزف في الجهاز الهضمي.

ولفت عياش إلى فقدان عدد من المرضى الحركة وإصابة آخرين بإعاقة دائمة في المشي، نتيجة عدم توفير كميات (الفاكتور) المطلوبة، قائلًا: "هذه الأدوية لا تباع في الصيدليات الخاصة، لأن سعرها غالٍ جدًّا (قيمة الحقنة الدوائية الواحدة 1300 شيكل)".

وعدد أهم مضاعفات نقص الأدوية لهؤلاء المرضى، وهي: الإعاقة الحركية للكبار، وعدم التمتع باللعب للأطفال، والتأثير النفسي والاجتماعي، وعدم علاج الأسنان العلاج الصحيح، وعدم القدرة على تغيير وزرع المفاصل المنتهية لديهم، قائلًا: "لا يوجد لديهم بديل دوائي آخر".